رأى عسكريون وخبراء عراقيون أن تنظيم “داعش” الإرهابي، استنفد كافة “مفاجآته” القتالية في معركة الموصل، شمالي البلاد. كما قللوا من أهمية تأثير لجوء التنظيم إلى استخدام أسلحة كيميائية على سير المعارك، لا سيما وأنه
سبق للتنظيم استخدامها بالفعل من دون جدوى.
وقال ضابط في قوات “مكافحة الإرهاب” (تتبع الجيش)، إنها “مدربة بشكل جيد على التعامل مع أساليب المعارك المختلفة لتنظيم داعش، ومنها استخدام السلاح الكيميائي”.
وأضاف قاسم الربيعي، وهو برتبة نقيب، إن “تنظيم داعش استخدم جميع أسلحته في العمليات العسكرية، لكنها لم تنفع في إيقاف تقدم قواتنا”.
وفي هذا الصدد، أشار إلى قصفه(داعش) مؤخرا موقعاً يتبع قوات “مكافحة الإرهاب”، بقذيفة محملة بغاز الكلور، في الجانب الغربي للموصل، ولم يحدث أي تغيير في خطط المعركة، “القوات تواصل تقدمها في أحياء الموصل”، وفق قوله.
وأوضح الربيعي، “لدى قوات مكافحة الإرهاب المعدات والآليات، وطرق الوقاية من تلك الهجمات”.
وأشار إلى أن هناك حالة “ارتباك في صفوف تنظيم داعش، وباتت واضحة، من خلال تركه أسلحة وأعتدة كثيرة ومتطورة، لم يستطع استخدامها خلال المعارك”.
وقال الجيش العراقي إنه استهدف مواقع تابعة لـ”داعش” في الجانب الغربي للموصل، كان يحاول من خلالها استخدام السلاح الكيميائي ضد القوات المشاركة في تحرير بقية أحياء المدينة.
وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، إن “داعش لا يتوانى في استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في الموصل، لكن عناصر التنظيم الآن محاصرون من قبل القوات الأمنية، ولدينا معلومات استخباراتية عن تحركاته ونوياه”.
واتهم الجيش العراقي، تنظيم “داعش” بقصف قواته بقذائف “محملة بمواد كيميائية”، خلال تقدمها، السبت قبل الماضي، في الجانب الغربي للموصل، ما أوقع إصابات في صفوف جنوده.
وأضاف رسول أنه “تم استهداف الأماكن، التي كان تنظيم داعش يحاول من خلالها استخدام السلاح الكيميائي في الموصل (لم يحدد التاريخ أو المكان)، وحتى الهجوم الذي حصل السبت “كان طفيفاً وأحدث إصابات بسيطة بين بعض القطعات العسكرية”.
وسبق وأن اتهمت السلطات العراقية تنظيم “داعش” باستخدام غازات سامة في الحرب الدائرة بين الطرفين، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مدينة الموصل.
وفي آخر حادث من هذا النوع، أفادت منظمة الصحة العالمية مطلع مارس/آذار الماضي، في بيان لها، بأن “ما لا يقل من 12 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، تلقوا العلاج من آثار استخدام السلاح الكيميائي في الموصل”.
والعام 2014 تحدثت تقارير إعلامية عن فقدان ما يقرب من 40 كيلوغرامًا من اليورانيوم كانت مخزنة لأغراض بحثية من جامعة الموصل، عقب سيطرة عناصر تنظيم “داعش” على المدينة.
لكن الحكومة العراقية نفت ذلك وأكدت صعوبة تمكن “داعش” من صنع قنابل نووية أو ذرية، باستخدام اليورانيوم.
وفي سياق الأسلحة، التي يمتلكها “داعش”، قالت وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، إن التنظيم سيطر بالفعل على العديد من القنابل المملوءة بمادة الكلور من مشاريع تصفية المياه في الموصل.
وحذرت من إمكانية استخدامها في تفخيخ السيارات.
غير أن الخبير في الشؤون العسكرية خليل النعيمي يقلل من أهمية تلك التقارير، ويقول إن “داعش” فقد القدرة والمعدات على صناعة أسلحة متطورة غير تقليدية لمواجهة تقدم القوات العراقية في الأجزاء المتبقية تحت سيطرته.
وقال النعيمي، وهو ضابط متقاعد بالجيش، إن “ما يملكه تنظيم داعش حالياً، في الأحياء الخاضعة تحت سيطرته، بعض القذائف التي تحمل غاز الكلور، ويحاول استخدامها لإطالة عمر المعركة وليس لتحقيق مكاسب أمنية”.
وأوضح النعيمي أن “داعش خسر الكثير من خبرائه في مجال التفخيخ وصناعة الأسلحة المتطورة، بينهم أجانب وعراقيون، خلال المعارك على مدى الأشهر الماضية”.
كما لفت كذلك إلى أن أبرز معامله ومعداته، التي كان يعتمد عليها في صناعة المتفجرات والأسلحة المتطورة، “إما دمرت بالقصف أو تم الاستيلاء عليها من قبل القوات الأمنية”.
والموصل ذات كثافة سكانية سنية، وثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها “داعش” صيف 2014.
وتمكنت القوات العراقية، خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2016، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي معارك الجانب الغربي.
كما استطاعت القوات العراقية، المدعومة من التحالف الدولي، من استعادة أكثر من نصف مساحة النصف الغربي للمدينة، وسط تراجع لقدرات “داعش” القتالية بسبب محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرته من جميع الجهات واستهداف ضربات الطيران العراقي والتحالف الدولي لقواعده.
وكالات