قالت مصادر ميدانية أن المفاوضات انهارت بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري حول حسم مصير حي القابون الدمشقي. وأضافت المصادر أن قوات النظام عمدت فور توقف المفاوضات
إلى شن هجوم من عدة محاور في حي القابون بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف.
وكانت المعارضة المسلحة والنظام قد اتفقا الثلاثاء بشكل مبدئي على وقف النار في القابون تمهيدا لـ تهجير المقاتلين والأهالي إلى الشمال السوري ومناطق أخرى، أسوة ببقية المناطق المحاصرة التي تخرج تباعا عن سيطرة المعارضة.
وحينها قال مصدر بالمعارضة أن الخيارات أمام مقاتليها هي: خروج من يرغب منهم إلى الشمال السوري أو الغوطة الشرقية، أما من يريد البقاء في الحي فسيكون عليه الانضمام إلى المليشيا التابعة للنظام.
وقال الصحفي حسام محمد في تصريحات صحفية إن النظام خرق الهدنة بعد ساعات من الاتفاق عليها، حيث اقتحمت مدرعاته الحي بمساندة مليشيات عراقية، وما زالت الاشتباكات جارية فيه.
يُشار إلى أن حي القابون انخرط في الثورة السورية منذ شهرها الأول، ففي مارس/آذار 2011 خرجت أول مظاهرة نصرة لأطفال درعا المعتقلين، ما دفع القوات الأمنية وجماعات الشبيحة إلى اقتحامه واعتقال عشرات الشباب وتحطيم واجهات المتاجر.
وفي فبراير/شباط 2012، تحولت الاشتباكات بين الناشطين والنظام لمعارك مسلحة، وبعد خمسة أشهر أعلن الجيش السوري الحر بدء معركة “بركان دمشق” لإسقاط النظام في القابون والأحياء المجاورة.
وحاصرت قوات النظام الحي منذ يوليو/تموز 2013، ومنعت دخول المواد الغذائية والطبية إلى المتبقين من السكان فيه بعد نزوح معظمهم، ما دفعهم إلى التفاوض على هدنة مطلع عام 2014، لكن المفاوضات لم تنجح وبقي الحصار قائما وسط قصف متقطع.
ويقول ناشطون إن 70% من الحي بات مدمرا، كما قتل فيه المئات من المدنيين، ومن بينهم 11 طفلا تعرضت مدرستهم للقصف في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.