أعرب المبعوث الأممي إلى قبرص، إسبن بارث إيدي، عن قلقه من أن تلقي الخلافات حول التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، والانتخابات الرئاسية في قبرص الجنوبية (الرومية)، بظلالها على مسيرة
المفاوضات حول حل الجزيرة.
وقال “بارث إيدي” في حوار صحفي إن “رئيسي جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقنجي، والرومية نيكوس أناستاسياديس التقيا عقب شهرين من توقف المفاوضات وحققا تقدما في هذا الخصوص”.
وحذر المسؤول الأممي من انسداد فرص الحل بشأن المسألة القبرصية.
واضاف إن “الزعيمين بحثا ملف الحريات الأربع (الدخول والتجول والتملك والتوطين)، وكيفية الإبقاء على الأتراك في منازلهم وفي دولتهم المؤسسة”.
وتابع: “يمكنني القول إنه تم التقدم في المفاوضات، لكن جميعنا ندرك أن باب الفرص سيغلق. وقتنا ضيق وعلينا استغلال هذا الوقت الثمين بشكل أكثر فاعلية”.
وأشار إلى حدوث تقدم في موضوعات “تناوب الرئاسة الدورية، وتقاسم الأراضي، والأمن، والضمانات”.
وقال في هذا الخصوص: “أرى أن كلا الزعيمين يريدان التوصل إلى اتفاق. المشكلة الأساسية حول ما إذا كانا جاهزين للإقدام على القفزة الأخيرة بشأن الانتقال من النظام الإداري المنفصل إلى نظام موحد. وهل هذه الإرادة قوية من أجل تحقيق هذه القفزة بشكل كاف؟”.
وحول تقديم وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوجياس، شكوى لدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يتهمه فيها بالانحياز في المسألة القبرصية قال المسؤول الأممي: “أنا مع الحل ومع شعبي الجزيرة، وظيفتي مساعدة الزعيمين في إيجاد الحلول، وأقوم بأفضل ما أستطيع القيام به”.
وأشار إلى أنه كان يتوقع قبل تسلم مهام منصبه بأنه سيتعرض لمثل هذه الاتهامات.
وحول تصريح أقنجي بأنه “يبنغي على الأمم المتحدة تقديم مساعدة أكبر”، قال بارث إيدي: “أشعر بالسعادة للقيام بذلك، طبعًا في حال أخذت رخصة من الزعيمين في هذا الخصوص، لكن ينبغي عليهما أن يأتيا بمقترحات. أشاطر السيد أقنجي الرأي لكن يجب أن يكون هذا الأمر مطلبًا لكلا الزعيمين”.
وحول خطة الشطر الجنوبي للجزيرة بالتنقيب عن الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط في تموز/ يوليو المقبل، قال بارث إيدي: “أنا قلق من المآسي المحتملة التي قد تنجم عن الخلافات حول التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط”.
وأضاف: “الطاقة من أفضل الأسباب للحل. من الممكن للأطراف التنقيب عن الغاز بشكل مشترك في حال توحيد الجزيرة والتوصل لحل سياسي فيها، ومن الممكن لتركيا وإسرائيل التعاون مع الجميع حول تشكيل شبكة للغاز الطبيعي في المتوسط، وإلا فإن التنقيب عن الغاز سيكون صعبًا”.
ودعا بارث إيدي إلى “استغلال الوقت بشكل جيد وإيجاد حل قبل أن يتحول موضوع التنقيب عن النفط إلى صراع مأساوي”.
وفيما إذا كان سيتم عقد مؤتمر حول قبرص بجنيف السويسرية من عدمه، قال بارث إيدي إن “أناستاسياديس وأقنجي متفقان على الذهاب إلى جنيف، لكن ينبغي علينا أولا القيام بواجباتنا، يجب أن يكون المؤتمر فعالًا وتنتج عنه قرارات توصلنا إلى النتيجة النهائية”.
واعتبر بارث إيدي أن كثيرين في شطري الجزيرة يرون المرحلة الحالية بأنها الفرصة الأخيرة، قائلا: “أفضل أن نعتبرها الفرصة الأفضل من أجل الحل.. وسيكون من المؤسف في حال لم يتم استغلال هذه الفرصة في الوقت الراهن،”.
والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، إن أقنجي، وزعيم قبرص الرومية نيكوس أناستاسياديس، عقدا اجتماعا شهد “مناقشات جيدة بين الجانبين حول العديد من القضايا العالقة، حتى لو بقيت عدة اختلافات”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، لم يوضح فيه دوغريك مكان الاجتماع، ولكنه أفاد أن اللقاء جرى برعاية بارث إيدي، بغرض “مواصلة المحادثات القبرصية”.
وتابع: “سيعقد الزعيمان (القبرصيان) اجتماعين آخرين يومي 11 و17 من الشهر الجاري ونأمل أن يبذلا قصارى جهدهما لدفع العملية قدمًا على نحو حاسم في الأسابيع الحاسمة المقبلة”.
وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، ولاحقًا رفضَ القبارصة الروم خطة الأمم المتحدة (قدمها الأمين العام للمنظمة الأممية الأسبق كوفي عنان) لتوحيد الجزيرة عام 2004.
واستأنف الجانبان المفاوضات، في 15 مايو/أيار 2015، برعاية بارث إيدي، بعد تسلم رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، مصطفى أقنجي، منصبه، وتتمحور حول 6 محاور رئيسة، هي: الاقتصاد، والاتحاد الأوروبي، والملكية، وتقاسم السلطة والإدارة، والأراضي، والأمن والضمانات.