أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية، وأن واشنطن تعتزم المشاركة في محادثات
“أستانة 4″، التي تنطلق غدًا الأربعاء، وتستمر ليومين.
وقال البيت الأبيض، في بيان له، إن ترامب وبوتين اتفقا خلال مكالمة هاتفية مساء اليوم على أن “المعاناة في سوريا قد طالت بشكل كبير، وأن على جميع الأطراف أن يفعلوا كل ما بإمكانهم من أجل إنهاء العنف”.
ووصف البيان الحوار بين الرئيسين بأنه كان “جيداً جداً، وتضمن مباحثات حول المناطق الآمنة أو خارج عن التصعيد من أجل تحقيق سلام دائم لأسباب إنسانية وغيرها الكثير”.
وأكد أن واشنطن “ستبعث ممثل عنها إلى مباحثات وقف إطلاق النار في أستانة بكازختستان، يومي 3-4 مايو/ آيار”.
وأشار إلى أن الزعيمين بحثا خلال المكالمة الهاتفية “وبشكل مطول، العمل سوية من أجل القضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط”، وكذلك “سبل حل الوضع شديد الخطورة في كوريا الشمالية”.
ومؤخرًا، ازداد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، في ظل إصرار البلد الآسيوي المحاصر على مواصلة تنفيذ برامجه النووية والبالستية، مهدداً بضرب الولايات المتحدة بالأسلحة النووية.
والشهر الماضي، وجه الرئيس ترامب حاملة الطائرات العملاقة كارل فينسون، وعدد من السفن الحربية المرافقة لها إلى شبه الجزيرة الكورية، كنوع من استعراض القوة، متوعداً بالتعامل مع كوريا الشمالية بدعم من حلفاء بلاده الدوليين.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عقد الاجتماع الأول في أستانة، برعاية تركية روسية، ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية المسلحة، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا المتفق عليه في العاصمة التركية أنقرة في 29 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وفي اجتماع “أستانة 2″، في فبراير/شباط الماضي، جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن المحادثات انتهت حينها دون صدور بيان ختامي.
واختتمت الجولة الثالثة من محادثات “أستانة 3″، منتصف مارس/آذار الماضي، في العاصمة الكازاخية، بالاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلا من روسيا وتركيا وإيران لمراقبة الهدنة.
وتلك هي المكالمة الأولى بين الزعيمين منذ عودة التوتر إلى العلاقات بين البلدين بعد الضربات الأمريكية على قاعدة عسكرية سوريا الشهر الماضي، حسب ما أعلن البيت الأبيض والكرملين.
وفي 4 أبريل/ نيسان الماضي، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 (غالبيتهم من الأطفال) في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على “خان شيخون” بريف إدلب وسط إدانات دولية واسعة.
وردًا على الهجوم، هاجمت الولايات المتحدة في 7 أبريل/نيسان الماضي قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص (وسط) بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار.