8 نساء مسلمات حكمن دول عظمى

هيئة التحريرLast Update :
DFvkcxzdsizkdfffffffffff
DFvkcxzdsizkdfffffffffffهن نساء مسلمات حكمن دولًا، كانت في زمن ما، دولًا عظمى، استطعن الوصول إلى العرش ومنافسة الرجال على السلطة. انتصرن وانهزمن، ولكل سلطانة قصتها وظروفها الخاصة.
حظين بألقاب هامة وكن ذكيات وقويات. تحدين المصاعب، وبلغن أعلى مراتب السلطة. كانت الخطب في المساجد تلقى بأسمائهن، النقود كانت أيضًا تصك بأسمائهن.

فمن هن هؤلاء النسوة؟ الجواب تقدمه الكاتبة والباحثة فاطمة المرنيسي في كتابها الشيق “سلطانات منسيات”، تتحدث فيه عن نساء حكمن في التاريخ الإسلامي وقد أُسقطن من الذاكرة الجماعية. هن نساء ارتقين عروش دول مسلمة بين القرن الثالث عشر والسابع عشر، “الترا صوت” يقدم فكرة في التقرير التالي عن هؤلاء النسوة الحاكمات.

1 ـ السيدة الحرة.. المغربية حاكمة تطوان والبحار

الكثير من الألقاب كانت تعطى للنساء اللواتي يمارسن السلطة، ومن بين هذه الألقاب “الحرة”. من بين النساء اللواتي أطلق عليهن هذا اللقب، سيدة مغربية من أصل أندلسي. تقول المرنيسي إننا لا نجد معلومات في المصادر العربية عن هذه الملكة التي مارست السلطة فعلاً خلال ثلاثين سنة، من 1510 إلى 1542.

ووفقًا للمصادر الإسبانية والبرتغالية، هذه “السيدة الحرة” كانت شريكة في اللعبة الدبلوماسية، وقد كانت لعدة سنوات حاكمة تطوان والإقليم الشمالي العربي من مراكش، وكانت رئيسة للقرصنة لا منازع لها في المنطقة، وكان أحد حلفائها القرصان التركي “بارباروس”، الذي كان يعمل لصالحها انطلاقًا من الجزائر، إلا أنه لم يكن لها حلفاء سوى القراصنة.

وبعد وفاة زوجها المنضري، مؤسس “تطوان”، تزوجت ملك مراكش الوطاسي، ولكي تفهمه أنها لا تنوي مطلقًا التنازل عن دورها السياسي، طلبت منه الانتقال من العاصمة فاس إلى تطوان لإقامة حفلة الزواج، وكانت تلك المرة الوحيدة في تاريخ المغرب التي يتزوج فيها ملك خارج عاصمته.

ولم يكن لحاكمة تطوان الحق بلقب الحرة، أي كامراة تمارس السلطة العليا، إلا سنة 1515 عقب موت زوجها، ولاختيارها والية على تطوان تدبرت أمرها بسرعة وحصلت على تسميتها كحاكمة تطوان، ثم أجرت اتصالات مع القرصان التركي خير الدين، المعروف بـ”بارباروس”، واستقلت عوامة واندفعت للقرصنة في البحر المتوسط، وقد أقام معها الإسبان والبرتغاليون صفقات بصفتها قوة بحرية مسؤولة عن المنطقة.

2 ـ أسماء الحرة.. حاكمة اليمن

أسماء بنت شهاب الصليحية، أدارت اليمن مع زوجها علي بن محمد الصليحي، كانت تحضر المجالس ووجهها مكشوف، والخطبة فيما بعد كانت تلقى من أعلى المنابر مساجد اليمن باسم زوجها وباسمها.

أسماء الصليحية كانت صبورة ومتواضعة، كانت تحضر في مجالس الٍرأي، ولما فوض لزوجها أن يعلن نفسه ملكًا، منحها الهدية الأكثر ملكية التي يمكن منحها لامرأة، وذلك بإشراكها جهارًا وعلانية في تفاصيل حياته، فكانت مساجد اليمن تذكر اسمها، وربت ابنها الوحيد “مكرم” على فكرة أن الزوجة هي قوة ومن الغباء أن نتركها تركد في ظلال الحريم.

كانت مدة حكمها قصيرة، واللقب الرسمي الذي كانت تحمله هو “أسماء الحرة”. قتل زوجها على يد “سعيد بن نجاح” أمير زبيد وطلب أن يأتوه بالملكة أسماء، وفعلًا تم أسرها إلا أنه ومع مرور السنوات تم إنقاذها، أمّا ابنها مكرم فقد عانى من شلل. وبالرغم من أن ابن عم ابنها كان يتمتع بكل المواصفات اللازمة لتحمل أعباء السلطة، لكن لم يفكر أحد به، فقد أمنت الملكة أسماء إدارة شؤون البلاد حتى وفاتها، ونقل ابنها رسميًا جميع سلطاته إلى زوجته أروى منذ أن دفن والدته.

3 ـ أروى الحرة.. المتفوقة عسكريًا وسياسيًا

إن كانت أسماء قد حكمت اليمن لمدة قصيرة، فأروى بنت أحمد سيطرت على البلاد ما يقارب نصف قرن، فهي الملكة التي تمتعت بكل مواصفات السلطة: الحزم، الدهاء، القوة.

تزوجت أروى بنت أحمد “مكرم” الابن الوحيد لأسماء، وعمرها سبعة عشر عامًا، ولم يكن انتقال السلطة إلى أروى مفاجأة أبدًا وإنما استمرارية للتقاليد، والاختلاف الواحد الذي كان ما بين أسماء وأروى، هو أن الأخيرة كانت تتحجب خلال جلسات العمل، كانت شابة وجميلة وكان عمرها أربعًا وثلاثين سنة وزوجها كان معاقًا، يمكن القول إنه التنازل الوحيد الذي قدمته للتقاليد.

أروى بنت أحمد ملكة ناجحة بامتياز، كانت متفوقة عسكريًا وسياسيًا، يذكر التاريخ جيدًا كيف ثأرت لأسماء، بعدما قتلت سعيد بن ناجح، قاتل عمها الذي كان حيًا والذي استولى على “زبيد”، وبعد خطة عسكرية وسياسية بامتياز، قتلت أروى سعيدًا واقتيدت زوجته “أم المعارك” أسيرة أمام أروى، وعندها أمرت بقطع رأس سعيد وغرسه على عامود حجرة زوجته الأسيرة كما جرى مع أسماء سابقًا. استطاعت أروى تحقيق فتوحات هامة، وبنت مساجد كثيرة، وعملت على ازدهار بلدها.

4 ـ شجرة الدر..”ملكة المسلمين” التي حاربها خليفة بغداد

السلطانة شجرة الدر، زوجة الملك الصالح نجم الدين الأيوبي، ثامن حاكم من الأسرة الأيوبية في مصر، عارضها الخليفة العباسي “المستعصم” بشدة، فقط لأنها امرأة وصلت إلى عرش مصر، التي كانت في تلك الفترة تابعة لخليفة بغداد. أحرزت شجرة الدر انتصارات كبيرة ضد الصليبيين. لكن الخليفة أرسل إلى أمراء مصر الرسالة الشهيرة التي ضمنها احتجاجًا محطاً من قدرها، أعلمهم فيها “أنه على أهبة أن يرسل إليهم رجالاً قادرين، نظرًا لأنه على ما يبدو لم يعد يوجد منهم في مصر، باعتبار اختيارهم امرأة”.

حاولت شجرة الدر أن تتجاوز إهانته، معتقدة أنها تملك ما هو جوهري في الأمر، وهو مساندة الجيش، الجيش الذي نجح بقيادتها في ضرب الصليبيين في دمياط. وقد أعطت لنفسها لقب “ملكة المسلمين”، وكان هذا اللقب بمثابة تحد للخليفة. ولكن هذا اللقب لم يدم لها فترة طويلة، لأن رفض الخليفة كان جليًا وعجل بنهايتها المأساوية، رغم كفاحها اليائس وكل موهبتها التي استعملتها لاستمرار وقلب قواعد اللعبة السياسية.

5 ـ راضية بنت شمس الدين.. عمدة النساء وملكة الزمان

كان تولي راضية أيبك للسلطة بفضل والدها، السلطان قطب الدين أيبك، العبد الذي وصل إلى السلطة بفضل أهليته وجدارته، وهو الذي أقام سيادة المسلمين على الهند، وقرر تسمية راضية ولية لعهده، رغم وجود أولاده الثلاثة. لقب راضية هو “عمدة النساء وملكة الزمان”، السلطانة راضية بنت شمس الدين وتعرف بلقب آخر أيضًا “راضية الدنيا والدين”.

صيغة الدعاء الوحيدة التي كان المؤمنون في مصر يرددونها طيلة حكمها واضحة، ولم تستمر سوى بضعة أشهر وهي: “واحفظ اللهم الجهة الصالحة وملكة المسلمين ونعم الدنيا والدين أم خليل المستعصمية صاحبة السلطان الملك الصالح”.

عانت راضية كثيرًا بسبب الإشاعات التي كانت تطلق عليها، وبعد معارك طويلة تم أسرها، إلا أن السجان وقع في حبها فأفرج عنها وتزوجها، وعاد معها بجيش كبير لإعادة احتلال دلهي واستعادة عرش حبيبته، ولكن النحس كان قد استأثر براضية، فخسرت المعركة هي وزوجها وانهزم جيشهما وهرب.

وبعدما هربت راضية فوجئت بالجوع، واتجهت إلى فلاح مشغول في حرثه، وطلبت منه شيئًا لتأكله، وكان لها ذلك، غلبها النوم، وكانت تلبس ثياب الرجال، فعندما نامت راقبها الفلاح ووجد تحت ثيابها قميصًا مطرزًا بالذهب والجواهر واكتشف أنها امرأة، فقتلها وسلبها ثيابها وطرد حصانها ودفنها في الحقول التي يملكها، ثم أخذ جزءًا من ثياب الأميرة وذهب إلى السوق لبيعها. لكن التجار شكوا في أمره واكتشفوا القصة وبنوا مصلى جنائزيًا لها.

6 ـ إبش خاتون.. الملكة التي حكمت المملكة الفارسية لقرون

هي الملكة الثالثة في عهد المغول التي صعدت إلى العرش بالزواج من أمير خان، أدارت المملكة الفارسية على امتداد ربع قرن، وكانت الحاكم التاسع من سلالة أتابيك الفارسية، تزوجت وهي صغيرة جدًا من أبناء هولاكو “مانكو تيمور”، ولما كان هولاكو غير راض عن الطريق التي كانت تدار بها الأمور في مملكة فارس، فقد أرسل جيشًا ضد سلجوق شاه حتى قتل، واستدعت إبش خاتون إلى مسقط رأسها واستقبلت استقبالًا فخمًا بتعليمات من هولاكو وكما كان الحال مع الحاكمة “باديشاه خاتون” فالخطبة صارت تلقى باسمها وكذلك صك النقود.

7 ـ دولت خاتون.. الملكة الضعيفة

الحاكمة الرابعة من سلالة بني خورشيد، التي حكمت لورستان قرابة أربعة قرون. تقع لورستان جنوب غربي فارس وكانت تحت السيطرة المنغولية، بعد موت زوجها عز الدين محمد، اعتلت دولت خاتون العرش إلا أنه يقال إنها كانت ضعيفة في إدارة شؤون البلاد، فاستقالت بمحض إرادتها وأعطت العرش لأخيها عز الدين حسن.

8 ـ ساطى بك خان.. الملكة المنغولية الحازمة

كانت شهيتها للسلطة عالية لدرجة أنها استغلت ثلاثة أزواج متعاقبين لتحتفظ بالسلطة وتستمر، فعندما جاءت ساطى بك إلى السلطة كان المسرح السياسي مختلفًا، حيث المؤامرات والذبح والانقلابات. وكانت زيجات “ساطى بك” الثلاث ذات منفعة قصوى، وخلال زواجها الثالث اعتلت العرش كرئيسة دولة وخلال حقبتها كان لها الحق في الخطبة وأسرعت في صك النقود التي نقش عليها السلطانة العادلة “ساطى بك خان خلد الله ملكها”، ولكن حكمها لم يدم سوى تسعة أشهر، وكان عليها التنازل عن السلطة إلى سليمان أيمن يوسف شاه.

 
بقلم: شيماء بخساس 
المصدر: ألترا صوت
Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News