أقرّ مرشح الوسط إيمانويل ماكرون الثلاثاء بأن “لا شيء محسوم” في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي تريد
أن “تجمع الوطنيين من اليمين واليسار”.
ويخوض ماكرون الجولة الثانية ضد لوبان يوم السابع من مايو/أيار المقبل، بعد حصولهما على المركزين الأول والثاني على التوالي بالجولة الأولى الأحد الماضي، وسيشارك المتنافسان في مناظرة تلفزيونية في الثالث من الشهر المقبل.
وتعرض موقف ماكرون للانتقاد من عدد كبير من المعلقين الذين اعتبروا أنه يُعطي انطباعا وكأنه “تجاوز” الجولة الثانية وأنه يعتبر أن النصر مضمون.
وردّ ماكرون قائلا “لن أتلقى دروسا”، مضيفا أنه لم يربح شيئا بعد وأنه يجب “أن نناضل”، وتابع “لم يتوقع أحد فوزي منذ شهر ونصف شهر، أنا مثال حي على أن المتنبئين مخطئون”.
من جهته حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أن فوز ماكرون على لوبان خلال الدورة الثانية ليس مضمونا، معتبرا أنه يجب عدم الاستهانة بالنتيجة التي حققتها الجبهة الوطنية.
وقال هولاند خلال زيارة لغرب فرنسا أمس “أعتقد أن من المناسب أن نكون في غاية الجدية وفي حالة تعبئة كاملة، وعلينا أن نعتبر أن لا شيء مضمون، وأنّ الفوز يجب أن ينتزع وأن نستحقه”.
وتابع “ليس هناك إدراك فعلي لما حصل يوم الانتخابات، نسينا أن مارين لوبان انتقلت إلى الدورة الثانية. ليس شيئا هامشيا أن يصل اليمين المتطرّف إلى الدورة الثانية لانتخابات رئاسية”.
وبحسب استطلاع نشر أمس فإن لوبان التي حلت في المرتبة الثانية خلف ماكرون ستُهزَم في الجولة الثانية. وقبل أسبوعين من جولة الحسم، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية بنسبة 61% على الأقل.
استقطاب
ودخلت مرشحة اليمين المتطرّف في عملية دقيقة لاستقطاب الناخبين الذين صوتوا في الدورة الأولى للمحافظ فرانسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.
وفي محاولة لإقناع الناخبين الذين أصيبوا بخيبة أمل من نتائج الجولة الأولى، زارت المرشحة سوق المواد الغذائية الضخم في رونجي بضاحية باريس، غداة زيارة لها إلى شمال البلاد. وستعقد تجمّعا غدا الخميس في نيس جنوب شرق فرنسا، معقل اليمين، حيث تأمل في جذب ناخبين.
وقالت لوبان أمس عبر التلفزيون “لدى خصمي رؤية بعيدة عن واقع فرنسا، إنه مرشح الأوليغارشية”.
وأضافت “أريد أن أجمع كل الوطنيين من اليمين أو اليسار”، قبل أن تتطرق مجددا إلى موضوع الهجرة لتقول “لدينا سبعة ملايين عاطل عن العمل وتسعة ملايين فقير، وقد أتينا بمئتي ألف أجنبي سنويا”.
وبدأت تتشكل “جبهة جمهورية” لقطع الطريق أمام لوبان، ودعت غالبية الطبقة السياسية الفرنسية -سواء من اليمين أو اليسار- إلى “تشكيل حاجز” في وجه اليمين المتطرف.
وتجمع مئات الأشخاص بساحة الجمهورية في باريس مساء أمس، تعبيرا عن معارضتهم للوبان واستعدادهم لبذل كل ما هو ممكن لمنعها من الوصول لقصر الإليزيه.
وتخشى لوبان أن يكون مصيرها مثل والدها عندما وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002، قبل أن يتلقى هزيمة ساحقة نهاية المطاف عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك، من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره عنصرية ومعادية للسامية.
وكالات