قال الجيش العراقي الثلاثاء، أن تنظيم “داعش” الإرهابي، ارتكب “مجزرة” بحق مدنيين، لم يحدد أعدادهم، بالموصل، شمالي البلاد، بعد تنكر عناصره بزي الشرطة. وقالت قيادة العمليات المشتركة،
التابعة للجيش، إن “عصابات داعش الإرهابية ارتكبت جريمة بشعة اليوم في إحدى مناطق الموصل القديمة، من خلال ارتداء زي الشرطة الاتحادية من قبل عدد من الإرهابيين، فعبر المواطنون عن فرحتهم واستقبلوهم بالهتافات والترحيب”.
وأضافت القيادة، في بيان لها، أن تلك العناصر “فتحت النار عليهم وقتلت الأطفال والنساء”.
وأشارت إلى أن “هذه المناطق، التي حصلت فيها هذه الجريمة مازالت تحت سيطرة العدو (داعش)”، دون تحديدها أو ذكر عدد الضحايا.
ويستهدف تنظيم المدنيين الفارين من مناطق سيطرته باعتبارهم “مرتدين”.
ومن جهة أخرى، أعلن قائد الشرطة الاتحادية العراقية (تتبع وزارة الداخلية)، الثلاثاء، أن قواته حررت 260 ألف مدني، كانوا محاصرين على مدى الأيام الماضية، داخل أحياء وأزقة المدينة القديمة في الجانب الغربي للموصل.
وقال الفريق رائد شاكر جودت، في بيان له، إن المدنيين “كانوا محتجزين لدى داعش في المدينة القديمة بالموصل، وكان داعش يستخدمهم دروعاً بشرية”.
وتوغلت قوات الشرطة الاتحادية في المدينة القديمة، منذ أكثر من شهر، وتتقدم ببطئ شديد نتيجة الأزقة الضيقة الشبيهة بالمتاهات والمكتظة بالمدنيين.
وأضاف جودت أن قوات الشرطة أعادت تشغيل محطات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وساهمت بافتتاح مراكز الشرطة والعيادات الصحية والمدارس في المناطق المحررة بالجانب الغربي.
وفي السياق ذاته، قال الملازم في الجيش العراقي نايف الزبيدي، للأناضول، إن “فصائل الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية تابعة للحكومة)، وبدعم من الجيش العراقي تمكنوا من إجلاء أكثر من ألف مدني من القرى الواقعة شمال قضاء الحضر، جنوب غربي الموصل، وتم نقلهم الى أماكن آمنة.
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها “داعش” صيف 2014، وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي معارك الجانب الغربي.
ويسلك المدنيون دروباً محفوفة بالمخاطر داخل المدينة وصولاً إلى المناطق الخاضعة للقوات العراقية في جنوب غربي المدينة تمهيداً لنقلهم إلى مخيمات النازحين المنتشرة على أطراف المدينة.
وتفيد التقارير المحلية والدولية المعنية بحقوق الانسان بأن المدنيين يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية نتيجة الحصار المفروض منذ أشهر وشح الغذاء ومياه الشرب، فضلاً عن شبه انعدام للخدمات الأساسية الأخرى من قبيل الكهرباء والصحة.
ودعا النائب عن تحالف القوى العراقية، أكبر ائتلاف للسنة في البرلمان، مطشر السامرائي، رئيس الوزراء حيدر العبادي لإصدار الأوامر بإلقاء مساعدات جوا لإنقاذ مدنيين محاصرين في مناطق القتال قال إنهم “يموتون جوعاً”.
وقال السامرائي، في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان، إن “هناك الآلاف من كبار السن والنساء والأطفال تقطعت بهم السبل في الجانب الغربي للموصل يأكلون كل شيء متوفر أمامهم ولم يتبق لديهم ما يملكون لقوتهم”.
ودعا السامرائي، رئيس الوزراء حيدر العبادي والقادة العسكريين، الى أن “يقفوا مع محنة أولئك العراقيين الذين يموتون جوعاً بإصدار الأوامر لإلقاء مساعدات غذائية وأرزاق جافة ومياه معدنية جوا عبر الطائرات وعدم التباطؤ في ذلك”.