أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستهل أبريل/ نيسان الجاري، قرارًا بنقل الأمريكية ذات الأصول الإيرانية سحر نوروز زادة من وظيفتها كعضوة في مكتب السياسات الخارجية للبيت الأبيض
إلى مكتب الشؤون الإيرانية.
جاء قرار النقل بسبب ما أشارت إليه العديد من التقارير الإعلامية المحلية، لوجود شكوك حول ولاء الموظفة نوروز زادة للرئيس ترامب وإدارته، حيث شكك موقع “بريت بارت” (إخباري أمريكي محافظ)، بداية نيسان/يناير الجاري، في الدور الحقيقي الذي تؤديه الموظفة المذكورة.
وتحدث الموقع عن سحر نوروز زادة قائلًا إنها “عملت في المجلس الوطني الإيراني الأمريكي”، الذي يزعم الإعلام المحلي أنه على صلة وثيقة بالحكومة الإيرانية ومصالحها، لكونه يعمل على تعزيز الدور الذي يلعبه الأمريكيون ذوو الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة.
من جهتها، نقلت مجلة “بوليتيكو”، أمس، عن عدد من موظفي الخارجية الأمريكية انتقادهم لقرار النقل، الذي اعتبروه يخالف القوانين الحامية لحقوق الموظفين المدنيين سواء الأمريكيين أو الأجانب، من اختلاف السياسات الدولية.
سحر نوروز زادة، تم الإعلان عن نقلها من عملها بعد قرابة 8 أشهر من انضمامها إلى فريق التخطيط في الخارجية الأمريكية.
والموظفة المذكورة، ساهمت بشكل فعّال وفق وسائل إعلام أمريكية، في صياغة شكل الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني المثير للجدل، والذي تم توقيعه إبان فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
وتوصلت إيران في 14 يوليو/تموز 2015، إلى اتفاق نووي شامل مع مجموعة القوى الدولية “5+1″، يحظر بموجبه على طهران تنفيذ تجارب صاروخية بالستية لمدة 8 سنوات.
بدورها ذكرت الخارجية الأمريكية في بيان، بداية الشهر الجاري، أن الموظفة سحر نوروز زادة، عادت إلى وظيفتها في مكتب الشؤون الإيرانية في مجلس الأمن القومي، والذي كانت تشغل من قبل منصب مديرته، لكن دون تحديد المهام الجديدة الموكلة لها.
وتضمن نص قرار نقل نوروز زادة وصفها بأنها “موظفة ذات سمعة متميزة في عملها، وتتوقع لها الخارجية الأمريكية الاستمرار في أداء عملها الهادف إلى تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة.”
ولم تدل الموظفة سحر زادة بأي تعليقات حول قرار نقلها من وظيفتها، أكد مسؤولان من الخارجية الأمريكية لمجلة “بوليتيكو”، أن الانتقادات الإعلامية هي السبب في نقلها.
وانضمت سحر نورو زادة إلى الحكومة الاتحادية الأمريكية عام 2005 خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، لكن ذاع صيتها إبان عهد أوباما بسبب ما أشيع عن موالتها المطلقة له ولسياساته ودورها في وضع السياسات الأمريكية – الإيرانية بالبيت الأبيض.
وكانت نوروز زادة عضوة في مكتب أوباما حول المفاوضات النووية مع إيران، بالتزامن مع وظيفتها في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كمديرة لشؤون إيران.
في السياق ذاته أضاف المسؤولان للمجلة الأمريكية، أن واقعة نقل الموظفين من مناصبهم ليست الأولى في البيت الأبيض والإدارات الأمريكية منذ تولي ترامب منصب الرئيس، في يناير/كانون ثانٍ الماضي.
وبداية الشهر الجاري، صرح مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه تم إعادة الموظف أندرو كوين في المجلس الوطني الاقتصادي إلى مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة الأمريكية دون إعطاء أي أسباب واضحة.
لكن من جانبها، بررت مجلة “بولوتيكو” ذلك القرار بأنه ناتج عن الأخبار التي نشرتها بعض وسائل الإعلام المحافظة ومن بينها موقع “بريت بارت”، حيث زعم بأن الموظف أندرو كوين هو من ساعد إدارة أوباما في مفاوضات الانضمام لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ.
تجدر الإشارة أن إدارة ترامب، أصدرت قرارًا بالانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، في يناير الماضي.