عودة المقاومة في العراق.. هل قابلة للتحقق؟

هيئة التحريرLast Update :
sdidfkkkdskasl

sdidfkkkdskasl

قلل سياسيون ومراقبون عراقيون من أهمية بيان ما يعرف بفصائل المقاومة (السنية)، الذي أصدرته بالتزامن مع الذكرى الرابعة عشرة للغزو الأميركي وقالت فيه إن مشروعها

هو الكفيل بإعادة العراق إلى حضن أمته العربية؛ ووصفت تلك الجهات البيان بأنه مجرد دعاية إعلامية، بينما اعتبر مصدر مقرب من هذه الفصائل أن البيان يشوبه الغموض ولا سيما بعد تقبل الأخيرة فكرة وجود القوات الأميركية في مناطق انتشارها.
وقال القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي (الشيعي) فادي الشمري إن البيان “محاولة للالتفاف على الحقائق التي تصنف تلك الفصائل كتنظيمات إرهابية”، واتهمها بأنها جزء لا يتجزأ من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
ولفت الشمري إلى أن “ظهور هذه الفصائل كمدافعين عن السنة بات أمرا مكشوفا من قبل الجميع، وما هو إلا محاولة للعودة بمسميات جديدة من أجل الابتزاز والبحث عن موطئ قدم بعد القضاء على تنظيم الدولة في المناطق التي تخلّو عنها دون أي مقاومة تذكر”.
من جانبه، اعتبر كاظم الشمري النائب عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي أن تهديدات ما يعرف بفصائل المقاومة مدعاة للسخرية، وتساءل “أين كانوا عندما سيطر تنظيم الدولة على ثلث البلاد”، مضيفا “لقد فضلوا التواري عن الأنظار، في وقت يصفون أنفسهم فيه بالمقاومين”.
وحول التواجد الأميركي والإيراني، قال الشمري إن الحكومة استعانت بالمجتمع الدولي وكل الدول القادرة على مساعدة العراق ومنها أميركا وإيران، من أجل التخلص من تنظيم الدولة.

صعوبة العودة
ويرى الخبير الأمني معتز يحيى أن عودة تلك الفصائل ضمن المناخ الحالي يعد أمرا صعبا، خاصة مع الدور الأميركي الواضح بعد مجيء الرئيس دونالد ترمب الذي لا يتوانى عن استخدام القوة ضد أي طرف يختلف معه، كما حصل في سوريا وأفغانستان.
وأشار يحيى إلى أن الجانب السني يرفض عودتهم في ظل وجود محادثات مع أميركا من أجل إعادة عدد من الأطراف السنية “المبعدة” إلى العملية السياسية، معتبرا أن الفصائل “أرادت استغلال مناسبة ذكرى الاحتلال لتوجيه خطاب لن يكون له أي وقع مؤثر في الساحة”.
ويتفق رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري مع طروحات يحيى، قائلا إن التحالف الوطني الشيعي ركز مؤخرا على إفساح المجال أمام بعض الفصائل التي ألقت السلاح ولم تتلطخ أيديها بدماء العراقيين، بالعودة إلى العملية السياسية.
وأوضح الشمري أن مشروع التسوية الوطنية ركز على احتواء “بعض من غرر بهم دون التطرق إلى الفصائل الأخرى التي أسهمت في إذكاء الطائفية والفتن”.
أما الخبير في الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي فيجد أن الغاية من البيان “ابتزاز بعض دول الخليج”، وأشار إلى أن الحكومة الحالية منتخبة ومعترف بها من قبل الجميع وبالتالي التعرض لها بات مستحيلا وضربا من الخيال.

موقف محرج
من جهته أكد مصدر مطلع -رفض الكشف عن اسمه- أن بيان فصائل المقاومة التي هددت فيه بالعودة لمقاومة الاحتلال ملتبس ويشوبه الغموض لأن أغلبها أبرمت اتفاقا مع واشنطن في أنقرة الشهر الماضي يقضي بتقبل فكرة وجود القوات الأميركية مرة ثانية في مناطق كانت تعتبر معاقل لها إبان احتلالهم البلاد، الأمر الذي سيضع الفصائل في موقف حرج إذا تم الإعلان عن الاتفاق أو تغاضيها عن هذه القوات دون استنكار.
وأشار المصدر إلى أن عددا من فصائل المقاومة شارك في مؤتمر أنقرة الذي عقد برعاية تركية، كما شاركت فيه شخصيات سياسية وعشائرية سنية معارضة للعملية السياسية في العراق، بالإضافة إلى شخصيات سياسية حكومية تمثل أعلى هرم السلطة في البلاد ممثلة برئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
وقال المصدر إن الإدارة الأميركية “وبالاتفاق مع بعض دول الخليج العربي، توصلوا إلى قناعة بضرورة احتواء فصائل المقاومة العراقية، لضمان عدم التعرض للقواعد الأميركية التي يعتزم إقامتها في المناطق السنية”، وأشار إلى أن غالبيتها تقبلت الفكرة، شريطة ضمان عدم تمدد النفوذ الإيراني في مناطقها.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News