كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، عن دور قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة على الأرض في سوريا بمجزرة خان شيخون، بمحافظة إدلب، التي راح
ضحيتها العشرات بينهم أطفال ونساء، وقالت إن الهجوم الكيمياوي الذي نفذته طائرات نظام الأسد ضد المدنيين جاء لإسناد قوات الحرس الثوري.
وبحسب تقرير المنظمة، فإن قوات “الحرس الثوري الإيراني التي تتولى العمليات البرية الهجومية في سوريا، قد دخلت محافظة حماة للحؤول دون تقدم سريع للمعارضة فيها، ولهذا السبب يضطر قاسم سليماني لأن يزور الجبهة شخصياً لرفع معنويات الحرس ومرتزقته”.
ضربة الكيمياوي لإسناد الحرس الثوري
وأضاف التقرير: “إنهم وبسبب ضعف القوة البرية للحرس الثوري والجيش الأسدي لقلب المعادلة العسكرية كانوا بحاجة إلى ضربة ثقيلة على قوات المعارضة ولذلك طلبوا من القوة الجوية إسنادهم، لذلك قامت القوة الجوية للجيش الأسدي، وبالتنسيق مع القوة البرية للحرس الثوري في 4 أبريل/نيسان 2017 بالقصف الكيمياوي خلف جبهة القوات المعارضة في خان شيخون، بغية خلق الرعب والخوف بين عناصر المعارضة، بهدف تغيير المشهد العسكري لصالح القوة البرية للحرس والجيش الأسدي”.
وبحسب التقرير، كانت قوات الحرس الثوري قد تمركزت منذ ثلاثة أسابيع في شمال محافظة حماة، بينما كانت المعارضة السورية قد بدأت التقدم في منطقة شمال حماة منذ تاريخ 21 مارس/آذار ووصلت بسرعة إلى نقطة لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن حماة.
ولهذا السبب اضطرت قوات الحرس الثوري إلى إرسال عناصرها بسرعة إلى محافظة حماة. كما تم إرسال أحد القادة الكبار للحرس الذي كان يتولى قيادة قوات الحرس في دمشق، إلى محافظة حماة لهذا الغرض. وتم إرساله مع قواته التي كانت تتمركز في دمشق وريف دمشق. وفي الوقت الحاضر هذه القوات متواجدة في شمال وغرب مدينة حماة وأطراف بلدة سورن، حسب “مجاهدي خلق”. وهذه القوات هي أفواج من فرقة 19 فجر شيراز، وأفواج فرقة نبي أكرم من كرمانشاه ووحدات خاصة لـ صابرين من محافظة طهران وقوات لواء نينوى من محافظة غولستان.
وبحسب منظمة “مجاهدي خلق”، فإن الوحدات أعلاه لها عناصر ثابتة في سوريا. وللفرقة 19 فجر تحديداً نحو لواءين في سوريا، حيث تترابط في ثكنة الشيباني في ريف دمشق بشكل ثابت وهي بمثابة قوة احتياط لحماية قصر بشار الأسد.
قتلى للحرس الثوري قبيل المجزرة
ويؤكد التقرير على أنه في أقل من أسبوعين وحتى لحظة القصف الكيمياوي على خان شيخون، قُتل عشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشياته في المنطقة بينهم عدد من القادة والضباط منهم العميد عبدالله خشنود، من الفرقة 19 فجر، وهو من رؤساء الاستخبارات والعمليات، الذي قتل في 28 مارس/آذار 2017 في ريف حماة.
العميد عبدالله خشنود
كما قتل العقيد مراد عباسي فر، من فرقة نبي أكرم، الذي كان له ارتباطات وثيقة بقاسم سليماني، حيث لقي مصرعه في بلدة معردس شمال شرقي مدينة حماة في أوائل أبريل/نيسان.
العقيد مراد عباسي فر مع قاسم سليماني
بالإضافة لذلك، قتل محمد جنّتي، قادة الحرس الثوري في سوريا والملقب بـ حاج حيدر، في أوائل أبريل/نيسان في بلدة ترابيع قرب حلفايا.
محمد جنتي الملقب حاج حيدر
كما لقي سعيد خواجه صالحاني، مصرعه في حماة، في 24 مارس/آذار، وهو كان من ضباط الحرس الثوري وأحد قادة قواعد الباسيج في مدينة باكدشت، وقد أُرسل إلى سوريا 4 مرات.
سعيد خواجه صالحاني
أما حسين معز غلامي، الذي وصفه النظام بأنه قائد قاعدة البسيج المسماة قمر بني هاشم في القاطع 113 بطهران، فقتل في شمال حماة يوم 24 مارس/آذار.
حسين معز غلامي مع قاسم سليماني
كما قتل أبوذر فرحبخش، من الفرقة 19 فجر، في محافظة حماة وتم إعادة جثته في 31 مارس/آذار 2017 إلى إيران.
أبوذر فرحبخش
كما قتل قدرت الله عبودي، من الفرقة 19 فجر، بتاريخ 31 مارس/آذار وتم إعادة جثته إلى إيران.
قدرت الله عبودي
والعنصر الثامن المقتول في سوريا، هو مهدي شكوري، من لواء نينوى، حيث قتل في محافظة حماة بتاريخ 6 أبريل/نيسان 2017.
وأكد تقرير منظمة “مجاهدي خلق” أن تقارير النظام لإيراني تفيد أن خسائر النظام تشمل، إضافةً إلى منتسبي الحرس الرسميين من الإيرانيين، عناصر أفغانية من لواء فاطميون وعناصر باكستانية من لواء زينبيون وعملاء عراقيين للنظام من حركة النجباء، ممن تم إرسالهم إلى منطقة حماة لمساعدة الأسد.
وبحسب التقرير، أفادت المواقع التابعة للنظام الإيراني وتقارير داخلية للحرس الثوري أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قد تفقد يوم الجمعة 31 مارس/آذار، أي قبل الهجوم الكيمياوي على خان شيخون بـ4 أيام، قوات الحرس في شمال حماة بهدف رفع معنوياتهم. ونشرت مواقع النظام صور سليماني.
كما أفاد تقرير داخلي للنظام أن قوات الحرس ومرتزقتها، وبسبب الخسائر والضربات التي تلقتها في هذه المنطقة، فقدت معنوياتها. وأكدت التقارير أن أفراد الحرس شكوا إلى قادتهم من الضغط الذين يعانون منه.
ويؤكد تقرير منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، أن القوة الجوية لـ قوات الأسد قامت بالقصف الكيمياوي على مدينة خان شيخون بهدف تغيير التوازن في الحرب في المنطقة لصالح الحرس الثوري، بغية خلق الرعب والخوف خلف جبهة المعارضة السورية لإرغامها على الانسحاب من المنطقة.
واستنتج التقرير أن عملية القصف الكيمياوي على خان شيخون، نفذت “بالتنسيق ولإسناد القوة البرية لقوات الحرس الثوري” في الاشتباكات شمال محافظة حماة.
وقالت منظمة “مجاهدي خلق” إن “هذه الجريمة أثبتت مرة أخرى أن سبب استمرار الحرب والقتل في سوريا يعود إلى التدخل المباشر للحرس الثوري في هذه الحرب.
وشددت على أن “الحرس الثوري هو الآلة بيد خامنئي للتدخل في شؤون سوريا وسائر دول المنطقة”.