صدر مؤخرا في فرنسا كتاب من توقيع أحد كبار علماء اللسانيات والمعاجم، عن مدى تأثر لغة موليير بلغة الضاد، ويتناول بالتحليل مئات الكلمات الفرنسية ذات الأصل العربي، من قبيل
قطن وكيمياء وسروال وكباب وسبانخ.
وفي الكتاب -الذي يحمل عنوان “أجدادنا العرب.. ما تدين به لغتنا لهم”- يفكك الأكاديمي الفرنسي جون بريفو نحو أربعمئة كلمة متداولة عن نطاق واسع في مختلف مجالات الحياة العامة (فنون، طبخ، موسيقى، زراعة..) ويثبت أصلها العربي.
ولاحظ بريفو أن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثالثة بعد الإنجليزية والإيطالية من حيث حضور كلماتها في المعجم الفرنسي، وأن عدد الكلمات الفرنسية ذات الأصول العربية يفوق مرتين عدد الكلمات الفرنسية المنبثقة من لغة الغاليين، وهم الأجداد الحقيقيون للفرنسيين.
ويعزو اللساني الفرنسي تأثر اللغة الفرنسية بنظيرتها العربية إلى عدة عوامل تاريخية وحضارية وتفاعلات ثقافية على خلفية الحروب الصليبية والفتوحات العربية والمبادلات التجارية في فضاء البحر الأبيض المتوسط.
كما يفسر ذلك التأثر بمعطيات حديثة من بينها نفي عدد كبير ممن كانوا يعرفون في الجزائر باسم الأقدام السوداء، وهم معمرون فرنسيون سكنوا أو ولدوا في الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي واضطروا للرحيل بعد حصول الجزائر على استقلالها عام 1962.
الصحافة الفرنسية