تناولت ورقة صادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة الدراسات زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأخيرة التي تمت يوم 20 مارس/آذار الماضي للولايات المتحدة،
والنتائج التي تحققت.
وتحت عنوان “زيارة العبادي واشنطن.. هل حملت جديدًا؟” ذكر تقدير موقف للمركز أن العبادي خلال زيارته لواشنطن التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وشارك في اجتماع عُقد في مبنى الخارجية ضمّ مسؤولين من 68 بلدا ومنظمة لبحث تسريع الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتزامنت الزيارة مع الذكرى الـ 14 لـ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، والذي سبق لترمب أن أيّده، قبل أن يعود ويعلن معارضته له.
وذكر تقدير الموقف أن العبادي جاء إلى واشنطن مهتما بالحصول على دعم أميركي عسكري ولوجستي أكبر في محاربة تنظيم الدولة، ولكن ذلك لم يكن مبلغ اهتمامه، فقد حاول أيضا الحصول على مساعدات اقتصادية حيث يواجه العراق أزمة مالية كبيرة نتيجة الحرب الدائرة.
وقد صرح بعد لقائه ترمب بأن القوة وحدها لا تكفي لهزيمة الإرهاب، وأن العراق يتطلع “إلى مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة”.
وشدد العبادي في كلمته باجتماع ممثلي التحالف الدولي على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلاده في ظل نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص ودمار كبير للعديد من المدن العراقية، وقال “نرغب في أن نرى مزيدا من الأموال حتى نتمكن من استعادة الازدهار والاستقرار في المناطق” المتضررة من الحرب بسرعة.
لا نتائج
وخلص تقدير الموقف إلى أنه لا يبدو أن زيارة العبادي لواشنطن حققت غاياتها بالنسبة إلى العراق، سواء فيما يتعلق بتوقعاته من إدارة ترمب، أو ما يخص تعهداته السياسية لمرحلة ما بعد استرداد الموصل من تنظيم الدولة.
وأضاف أن طموحات العبادي بتأمين دعم اقتصادي سخي لا تبدو واقعية أبدا في ضوء التخفيضات المقترحة في مخصصات الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وكذلك في ظل تصريحات وزير الخارجية الأميركي باجتماع التحالف الدولي في واشنطن.
ويبدو أن ترمب أيضا لن يقدم أي مساعدات مالية للحكومة العراقية لمواجهة المصاعب التي تواجهها، في ظل تعهداته المتعلقة بعدم إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين من أجل تحقيق الأمن للآخرين.
من ناحية أخرى، لن يكون بإمكان العبادي تحقيق أي نوع من تقاسم السلطة مع بقية مكونات الشعب من السنة والأكراد، أو الابتعاد عن التأثير الإيراني الذي طالبه به الأميركان في ضوء النفوذ المتزايد للمليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا.
أما أميركيا، وبصرف النظر عن مزاعم ترمب بأن لديه إستراتيجية أفضل لهزيمة تنظيم الدولة، فيبدو حتى الآن أنّ إدارته لا تزال تعمل وفق إستراتيجية إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ولكن مع اهتمام أقل بحياة المدنيين، واستهانة بأعداد الضحايا منهم، واستعداد أكبر للتحالف مع بعض الدكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية والتغاضي عن بعضها الآخر.
الجزيرة