قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن 60% من الفتيان الفلسطينيين الذين يعتقلهم الجيش الإسرائيلي بالمناطق الفلسطينية يتعرضون للعنف، وإن 10% فقط سمحت لهم إسرائيل بالتشاور
مع محاميهم.
وقالت خبيرة الشؤون الفلسطينية بالصحيفة عميره هاس إن لوائح الاتهام الإسرائيلية بحق الفتيان يغلب عليها الغموض وغياب التفاصيل، فلا تذكر الأدلة عن تاريخ ومكان تنفيذ رشق الحجارة من الفتية، الذين لا تزيد أعمارهم أحيانا عن 12 عاما.
ومنذ بداية العام الجاري، اعتقل الجيش والشرطة في الضفة الغربية وشرقي القدس 125 قاصرا، بعضهم يقضي مددا إضافية في السجون لأن عائلاتهم لا تقوى على دفع الغرامات المالية التي تصل خمسة آلاف شيكل (نحو 1350 دولارا) وقد صرخت إحدى أمهاتهم بساحة المحكمة العسكرية بسجن عوفر قرب رام الله “من أين أحضر المال؟ ماذا يريدون، أن نقوم بتمويل الاحتلال؟”.
أب لأحد هؤلاء الفتيان، أخفى هويته، تحدث عن حالة ابنه عقب اعتقال دام شهرا “لم يعد كما كان قبل الاعتقال، كان يحب المزاح، لكنه توقف عنه، كان يتحدث كثيرا، والآن يصمت، ويجد صعوبة بالعودة للدراسة، ويصعب إخراج جمل طويلة منه، ويكتفي بقول كلمات عدة فقط”، ونقلت الصحيفة عن محامية جمعية حقوق المواطن نسرين عليان أن قاصرين كثيرين ممن يعتقلون يتغيرون عند عودتهم للبيت.
ونسبت هاس للمنظمة الأممية للطفولة (يونيسيف) قولها في تقرير عام 2013 إن إسرائيل تعذب الفتيان بشكل كبير ومنهجي، في عنف جسدي ولفظي، وتستعمل بحقهم التهديد والأصفاد البلاستيكية المؤلمة والتفتيش العاري.
المنظمة الحقوقية “حرس المحكمة العسكرية”، جمعت شهادات من 450 قاصرا اعتقلوا بين 2013 و2016، وتبين أن 96% منهم تم تكبيل أياديهم، ومعظمهم بأصفاد بلاستيكية مؤلمة جدا، و81% منهم تمت تغطية عيونهم، و60% تعرضوا للعنف الجسدي، و49% عانوا من العنف الكلامي.
يقول أحدهم “اعتقلني الجنود، ووجهوا وجهي للأرض، ضربوني، وكبلوا يدي وقدمي، وعصبوا عيني، وأخذوني في الجيب لموقع عسكري، وضربوني مجددا، وطلبوا مني الغناء، لكني رفضت، وحين تم استدعاء أبي لمركز التوقيف، لم يسمحوا لي بأن أعانقه، وقد كانت ملابسي ممزقة”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول “بعد مرور أربعة أعوام على تقرير اليونيسف حول سلوك إسرائيل الممنهج ضد الفتيان، لا تزال الأوضاع على الأرض كما هي”.
الصحافة الاسرائيلية