لا يزال حتى اللحظة مجرد دمية خشبية، وإن كانت هائلة الحجم يمكن أن تغير إلى الأبد المشهد المحافظ نوعا ما لمدينة ترير جنوب غربي ألمانيا التي رأى فيها الفيلسوف كارل ماركس النور
في 5 مايو/أيار 1818.
بارتفاع يتجاوز ستة أمتار، يمثل هذا النموذج المقلد نسخة أولية بالحجم نفسه من التمثال البرونزي لماركس، الذي تود الصين منحه لمدينة ترير في مايو/أيار 2018 بحلول ذكرى مرور مئتي عام على مولد الفيلسوف المشهور عالميا.
وللتأكد من إمكانية أن يكون للسكان المحليين رأي في ما إذا كان يتعين على المدينة أن تقبل تمثال “ماركس العملاق” المعروض عليها، أقامت سلطات ترير النسخة الأولية المؤقتة بالحجم المخطط، بما في ذلك قاعدة التمثال، بارتفاع يبلغ 6.3 أمتار فوق سطح الأرض.
خلال الفترة الزمنية القصيرة التي هيمن فيها الوافد الجديد الملتحي على الساحة المركزية للمدينة، انقسمت الآراء بشأنه في صفوف سكان المدينة، لكن عمدة المدينة فولفرام لايبه، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي لتيار يسار الوسط بألمانيا، يؤكد أنه يجب أن يعطي الناس فرصة للتفكير في ماركس كشخصية تاريخية وفيلسوف وأحد أعظم أبناء هذه المدينة.
وكان ماركس، أحد الآباء الروحيين للشيوعية ومؤلف كتاب مثل “رأس المال” الذي غير العالم، ولد في ترير وقضى بها الـ17 عاما الأولى من حياته.
وتخطط كل من الولاية الألمانية الأم لماركس، راينلاند بالاتينات ومدينة ترير، لمعرض كبير لسنة اليوبيل بعنوان “كارل ماركس 1883-1818 الحياة.. الأعمال.. الزمن”، وتتطلع الولاية والمدينة بشكل واضح لتوليد بعض رأس المال الصافي لهما من الحدث الذي من المتوقع أن يستقطب 150 ألف زائر على الأقل.
ويصور تصميم الفنان الصيني وو وايشان الفيلسوف ماركس ممعنا في التفكير مرتديا معطفا مشقوق الذيل، يخطو إلى الأمام وإحدى يديه ترتكز على طية صدر السترة في حين يحمل في الأخرى كتابا. ويقول مشرف البناء المحلي أندرياس لودفيغ “هذه شخصية تاريخية لها بعض الصدى، ويجب ألا نخشى ذلك كأنه نوع من المبالغة الاشتراكية”.
الصحافة الألمانية