تتواصل في مدينة جنيف السويسرية مفاوضات الجولة الخامسة من مسار الحل السياسي للأزمة السورية غير المباشرة بين وفدي النظام والمعارضة، وفي هذا الإطار التقى وفد النظام برئاسة
بشار الجعفري صباح اليوم المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف، كما سيلتقي دي ميستورا وفد المعارضة.
ووفقا لمصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، فإن الجلسة تركزت على استماع وفد النظام إلى إجابات من دي ميستورا عن أسئلة تتعلق بملف مكافحة الإرهاب، كان الجعفري قدمها في جلسة أمس.
وفي الجانب الآخر، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن وفد المعارضة سيركز في مباحثاته اليوم مع دي ميستورا على موضوع الدستور والملف الإنساني في سوريا.
والجدير بالذكر أن وفد النظام ما زال يركز في المفاوضات على سلة واحدة هي مكافحة الإرهاب، باستثناء ما قدمه في وقت سابق مما سماها مبادئ أساسية أو نصائح للمبعوث الأممي لكيفية التعامل مع إعداد دستور لسوريا.
ويلتقي دي ميستورا اليوم وفد المعارضة السورية، حيث سيناقش الوفد من وجهة نظره إعلانا دستوريا ينظم العمل في مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية، حيث يتم خلالها إعداد دستور يستفتى عليه الشعب قبل اعتماده.
ويناقش لقاء دي ميستورا ووفد المعارضة المبادئ الأساسية التي أعلن عنها دي ميستورا في الجولة السابقة، وقال إنه يوجد توافق عليها بين وفدي المعارضة والنظام.
وبخصوص اللقاءات الأخرى في جنيف، فان أعضاء في وفد المعارضة سيلتقون مايكل ريتيني مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وذلك لتوضيح وجهة النظر الأميركية.
وبخصوص لقاء وفد المعارضة مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مساء أمس،قالت مصادر في المعارضة وصفت اللقاء بأنه لم يكن إيجابيا بشكل كبير، حيث اتهم المسؤول الروسي المعارضة بأنها الأكثر خرقا لوقف إطلاق النار الهش، ووصف تهجير أهالي حي الوعر بمدينة حمص بأنه خدمة إنسانية وعمل إنساني.
وكان غاتيلوف قال إن وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف وافق على ضرورة إحراز تقدم في المفاوضات، ورأى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال متماسكا.
وأضاف غاتيلوف عقب اجتماعه مع وفد المعارضة أنه لم يتم التطرق خلال اللقاء لمصير بشار الأسد، وقال “نحتاج لدعم ومشاركة كل الأطراف، ليس فقط الجهات الراعية الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) ولكن بعض الدول الأخرى التي لها تأثير على الأطراف على الأرض”.
في المقابل، قال المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إن عدم وجود أي دور لبشار الأسد وأركان نظامه خلال المرحلة الانتقالية يعد من ثوابت الثورة، وأشار إلى أن وفد المعارضة ناقش مع غاتيلوف الانتهاكات المتواصلة من قبل النظام السوري والوجود الإيراني في سوريا والتهجير القسري في العديد من المناطق.
وأضاف المسلط أن قرار المشاركة في الجولة المقبلة من مفاوضات أستانا في مايو/أيار المقبل يعود إلى الفصائل المسلحة، وأنه رهن بالتطورات الميدانية.
وفي وقت سابق، قال كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف محمد صبرا إنهم ليس لديهم شريك حتى الآن في المفاوضات الجارية، وإن مباحثاتهم لا تزال منحصرة في فريق الأمم المتحدة.
يذكر أن مفاوضات جنيف خمسة تستند إلى أربعة ملفات رئيسية للتفاوض؛ هي الحكم الانتقالي والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
الجزيرة