خلص مؤتمر ميونخ الدولي للأمن إلى أن التهديدات والمخاطر العدة التي تواجه النظام العالمي تحتاج لمواجهة مباشرة وفاعلة، خاصة في ظل معطيات تشير إلى ضعف تماسك الاتحاد الأوروبي
، مع خروج بريطانيا من الاتحاد، وصعود القوى الشعبوية، وتداعيات انتخاب دونالد ترامب، والفشل بحل الأزمة السورية، وصعود روسيا.
في هذه الورقة يقدم “مركز الدراسات الإقليمية – فلسطين” تصوراً حول منتدى ميونخ للأمن في دورته (43) الذي عقدة خلال الفترة من 17 إلى 19 فبراير الحالي.
منذ متى يُنظم مؤتمر الأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك “اللقاء الدولي لعلوم الدفاع”. وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى “المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع”، ثم أصبح اسمه “مؤتمر ميونيخ للأمن”. وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم.
الوضع ما قبل انعقاد المؤتمر
وسط قلق حول أمن أوروبا، وتغيّرات تشهدها سياسات الولايات المتحدة، حيال بعض التحالفات الدولية، بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
اندفاع ترامب حيال العديد من الملفات، وتهديد مصير الاتفاقات والثوابت المتعارف عليها لدى الإدارة الأميركية.
مطالبة الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب، بتعديل أو إلغاء اتفاقات التجارة الحرة.
التنسيق القائم بين الطرفين الروسي والتركي في ملف الأزمة السورية.
الأزمة المالية لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
من الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن؟
عقد خلال الفترة من 17 إلى 19 من فبراير الجاري، بمشاركة 500 شخص بينهم زعماء دول وحكومات ووزراء خارجية ودفاع، وشارك في المؤتمر سبعة وأربعون وزير خارجية وثلاثون وزير دفاع، من بينهم وزير الجيش الإسرائيلي “أفيغدور ليبرمان”، وتسعون برلمانيا.
ما هي موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن؟
تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب.
مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا.
الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا وكوريا الشمالية.
موضوعات التطرف والإرهاب والحرب والسلام في الشرق الأوسط.
أين تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
منصة للسياسيين لتبادل وجهات النظر، ورسم الخطوط الحمراء للسياسة الدولية.
محطة سنوية لتقويم حال الوضع الأمني على المستوى الدولي برمّته.
أبرز مخرجات المؤتمر
على صعيد السياسة الدولية:
الولايات المتحدة أكدت أنها لن تتردد في الالتزام بدورها في حلف الشمال الأطلسي، لكنها تطالب بضرورة أن تلتزم كل دولة فيه، بدفع مستحقاتها لتمويل المنظمة، بينما اعلنت روسيا في مؤتمر ميونيخ حول الأمن والدفاع إنها تريد إنهاء هيمنة الغرب على العالم، وبناء علاقة براغماتية مع الولايات المتحدة.
حذر تقرير للمؤتمر من انهيار وأفول قوة أوروبا والولايات المتحدة تأثرا بظهور أنظمة معادية للديمقراطية، وحملات المعلومات الزائفة، وانتشار التيارات اليمينية الشعبوية الساعية إلى استغلال مخاوف الشعوب الغربية من العولمة والهجرة لتحقيق مكاسب سياسية وتقويض النظام الدولي.
روسيا تطالب بالاعتراف بدورها في استقرار العالم، ورفضت الاتهامات الموجهة لها بالإسهام في عرقلة النظام العالمي.
على صعيد ملفات الشرق الأوسط:
هيمنت الأزمة السورية ومكافحة “الإرهاب” وتنظيم الدولة الإسلامية وأزمة اللاجئين على أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن.
طرح اتفاق القوى الكبرى (أمريكا روسيا) على وقف “العمليات العدائية” في سوريا، مع طلب عربي سعودي بإزاحة بشار الأسد.
إحياء محادثات جنيف للسلام في سوريا ووقف نزوح المدنيين.
أبرز التصريحات خلال المؤتمر:
أولاً// وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد أنه آن الأوان لزيادة الضغط على النظام الإيراني لدفعه إلى تغيير تصرفاته، متهما إيران بأنها أكبر دولة ترعى الإرهاب في العالم، ومؤكدا أن بلاده لا تدعو إلى محاربة إيران وإنما تدعو إلى تغيير سلوكها.
ثانياً// تصريحات (أفيغدور ليبرمان):
1-اول تحد تواجهه (اسرائيل) هو الطموح النووي الإيراني ثم الإرهاب وتهريب الأسلحة، وإيران هدفها تقويض السعودية في الشرق الأوسط، وندعو إلى حوار مع الدول العربية السنية لهزيمة العناصر المتطرفة في المنطقة.
2- قاسم سليماني هو الإرهابي الأكبر، وعلى دول المنطقة الانتباه إلى طموح إيران، وايران تخرق قرارات مجلس الامن وهي على علاقة وطيدة مع كوريا الشمالية وتضطهد الاقليات.
3- لأول مرة منذ عام 1948 يشهد العالم العربي بأن أول تهديد له إيران وليس (إسرائيل) او الصهيونية، والانقسام الحقيقي ليس بين اليهود والمسلمين… ولكن المعتدلين في مواجهة المتطرفين.
4- كانت وجهة نظيري من البداية أن حل الدولتين ليس واقعيا، ولا بديل عن الاعتراف بيهودية إسرائيل، ونحن دولة وطنية، يشكل العرب فيها ما نسبته نحو 20% وبالتالي الحل يكمن في تبادل الأراضي.
5- جزء من حل مشكلة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في تبادل الأراضي ونقل السكان.
ثالثاً// بهرام قاسمي (إيران)
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريح صحفي “ليس من باب الصدفة ان تتوافق التصريحات السعودية والإسرائيلية حول إيران فهناك قرائن وإثباتات كثيرة تؤكد وجود تنسيق بين الدولتين في ملفات المنطقة وكلاهما يحاول تعويض خسائرهم بتحريك المجتمع الدولي على دولتنا”.
رابعاً// انجيلا ميركل (ألمانيا)
“الإسلام ليس مصدرا للإرهاب … والعمل المشترك ضد الإرهاب الإسلامي، موضوع نتشارك فيه المصلحة مع روسيا، ويمكن أن نعمل فيه معا”. مؤكده على ضرورة أن “تشترك الدول الإسلامية في الحرب ضد الإرهاب الإسلامي”.
(هذا التحليل لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع).