لايبدو ان السياق الذي بدأ يفرض نفسه على مجريات الاحداث و الامور بعد إنتهاء فترة ولايتي الرئيس الامريکي السابق اوباما، يبعث على الارتياح بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية
ولاسيما بعد أن بدأ العهد الرئاسي الجديد بإرسال أکثر من إنذار الى هذا النظام، وبطبيعة الحال فإن المراقب و المحلل السياسي يلمس بوضوح مدى حالة القلق و الاضطراب في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران من جراء ذلك.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تمکن من التغطية على الکثير من الجرائم و المجازر و الانتهاکات الفظيعة التي إرتکبها بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة و الافلات من الئبعات القانونية المترتبة عليها، وخصوصا مذبحة صيف 1988، بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق المعارضة، لم يعد هناك من شك بأن فرص التغطية على الانتهاکات المختلفة و الافلات من المسائلـة القانونية المترتبة عليها باتت تتضائل أکثر من أي وقت مضى، ومن الواضح جدا ان هناك العديد من العوامل التي أدت الى ذلك وفي مقدمتها و على رأسها الحملة السياسية الواسعة التي إضطلعت بالاشراف على قيادتها السيدة مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، والتي إتخذت بعدا و إتجاها مٶثرا بعد کشف التسجيل الصوتي للمنتظري و الذي أعلن فيه ضلوع قادة و مسٶولين في النظام في مذبحة صيف 1988.
مثلما کان عهد اوباما مميزا لطهران حيث إن الاحداث و التطورات کانت تسير دائما في إتجاه يخدم مصالحها، فإن عهد ترامب کما ظهر لحد الان على العکس من ذلك تماما، فبعد الانذارات المتتالية لطهران، جاء الخبر الذي نزل نزول الصاعقة على رأس قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ بحث نواب بارزون في مجلس النواب الأميركي من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يشمل رؤساء لجان الشؤون الخارجية، الأمن الوطني والضوابط ورئيس النواب الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية، مشروع قرار لإدانة النظام الايراني بشأن إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 19888 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، وقد طالب بحسب مشروع القرار الذي حمل الرقم 188، بمحاسبة منفذي تلك المجزرة و تقديمهم للعدالة.
الملفت للنظر في مشروع القرار هدا، إنه دعا الحکومة الامريکية و حلفاء الولايات المتحدة الامريکية الى إدانة رسمية وعلنية لتلك المجزرة والضغط على النظام الإيراني ليزود عوائل الضحايا بمعلومات تفصيلية عن القتلى ومكان دفنهم، حسب مشروع القرار.
هذا التطور المهم جدا، والذي يأتي بمثابة أکبر إنتکاسة سياسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام غريمه و خصمه اللدود منظمة مجاهدي خلق، يمکن إعتباره بأنه رسالة سياسية بالغة الخطورة لهذا النظام من الممکن أن يقلب الامور کلها رأسا على عقب ولکن على رأس النظام الايراني.