قالت المعارضة السورية المسلحة أنها تمكنت, من كسب مواقع جديدة في دمشق بعد انتقالها للهجوم عبر عملية هي الأكبر منذ بداية العام الحالي أصبحت إثرها قريبة من قلب العاصمة، سعيا
لربط الأحياء الدمشقية المحاصرة بحي جوبر المتصل بالغوطة الشرقية.
وبدأ الهجوم في حي جوبر أمس الأحد بتفجير المعارضة المسلحة عربتين ملغمتين استهدفتا تجمعين لقوات النظام في معملي السيرونيكس وكراش، مما أدى إلى فتح ثغرات في الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام أتاحت للمعارضة التوغل في الحي وأيضا محاولة التقدم باتجاه ساحة العباسيين.
وقالت إنها قتلت وجرحت العشرات من قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها إضافة إلى مقتل سبعة من أفرادها، بينما ردت قوات النظام على الهجوم بقصف جوي ومدفعي وصاروخي غير مسبوق كما استقدمت عناصر من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة بهدف تعزيز دفاعاتها بالمنطقة.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها تمكنت خلال هذه العملية من تدمير غرفة عمليات قوات النظام بالمنطقة الصناعية في شرق دمشق.
من جهة أخرى، فإن طائرات روسية وأخرى للنظام استهدفت اليوم الاثنين بأكثر من ثلاثين غارة جوية حي جوبر والمتحلق الجنوبي ومواقع سيطرت عليها المعارضة في دمشق.
وأضاف أن قصفا صاروخيا بالقنابل العنقودية وأسلحة متطورة شديدة الانفجار وذات قوة تدميرية كبيرة تعرضت له مواقع المعارضة، بالتزامن مع اشتباكات في أكثر من محور على أطراف حي جوبر والمنطقة الصناعية بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام.
وقد نعت مواقع موالية للنظام على شبكة الإنترنت عددا من قتلى الجيش النظامي بينهم ضباط برتب عالية، قالت إنهم قتلوا خلال المعارك مع المعارضة المسلحة في الأحياء الشرقية من العاصمة.
وذكرت تلك المواقع أن من بين القتلى العميدَ شريف طاهر رسلان من الحرس الجمهوري، والمقدَّمَ شرف ملهم الجوراني، بالإضافة إلى متطوعين وجنود معظمُهم تابعون للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، وهي من قوات النخبة التابعة للنظام السوري.
وقالت المعارضة إنها فرضت ما أسمته سيطرة نارية على شارع فارس الخوري الذي يصل بين عقدة القابون وساحة العباسيين (أحد أبرز ميادين العاصمة) وتمكنت من وصل أحياء القابون وبرزة وتشرين المُحاصرة بحي جوبر المتصل بالغوطة الشرقية.
في المقابل، قالت مصادر رسمية تابعة للنظام إن قواته صدت الهجوم وحالت دون تقدم المعارضة في حي جوبر وأوقعت خسائر بشرية في صفوف المُهاجمين.
كما أعلنت فصائل المعارضة أنها قطعت الطريق الدولي عند المدخل الشمالي للعاصمة، بعد الهجوم الذي يعتبر الأعنف منذ مطلع العام الحالي.
وقال مسؤول بجماعة أحرار الشام إن السيطرة على مساحات شاسعة من المنطقة الصناعية -التي كانت منذ فترة طويلة أحد خطوط دفاع قوات النظام عن العاصمة- قد تساعد في محاولة التوغل في قلب دمشق خلال الأيام المقبلة.
وتستهدف قوات النظام والمليشيات الداعمة منطقة الغوطة الشرقية، أكبر معقل متبق للمعارضة المسلحة قرب دمشق منذ شهور لكنها لم تحقق سوى مكاسب محدودة، وتخشى المعارضة بالغوطة إجبارها على عقد اتفاقات للانسحاب إلى شمال سوريا تعتبرها تهجيرا قسريا كما حدث في مناطق أخرى.
الجزيرة