تعيش الساحة الكروية الجزائرية منذ أيام على وقع حالة من الشد والجذب بين الاتحاد المحلي لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، بسبب ملف انتخاب قيادة جديدة للاتحاد، وسط تصاعد
مخاوف من تدخل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) وفرض عقوبات على البلاد.
وتجري غدا الاثنين الجمعية العامة لاتحاد الكرة انتخاباتها لاختيار خليفة للرئيس المنتهية ولايته محمد روراوة الذي لم يترشح هذه المرة، بينما تقدمت قائمة وحيدة فقط قادها خير الدين زطشي رئيس نادي بارادو الذي ينشط بدوري الدرجة الثانية.
وقرر المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة المنتهية ولايته تحديد تاريخ 20 مارس/آذار 2017 موعدا لإجراء الجمعية الانتخابية.
وأقرت الجمعية العامة العادية المجتمعة يوم 27 فبراير/شباط هذا التاريخ، واختارت أعضاء اللجنة الانتخابية.
غير أن رئيس رئيس اللجنة الانتخابية علي باعمر اجتمع مع بقية أعضاء اللجنة يوم 13 مارس/آذار -أي في اليوم الموالي لانتهاء آجال تقديم الترشيحات- وأصدر بيانا يؤكد فيه تأجيل الجمعية الانتخابية إلى 27 أبريل/نيسان، تماشيا مع لوائح الاتحاد الجزائري المصادق عليه من قبل الفيفا، وفتح المجال مجددا لتقديم الترشيحات.
وقال رئيس الجمعية الجزائرية للصحفيين الرياضيين يوسف تازير إن “الإعلان عن تمديد آجال الترشيح وُصف على أنه محاولة من باعمر المحسوب على محمد روراوة، منح أشخاص آخرين فرصة لتقديم ملفات ترشحهم بعدما تأكدوا من عدم ترشح روراوة، وإفساد مخطط السلطات التي تراهن على خير الدين زطشي لتولي رئاسة الاتحاد”.
وعن إمكانية تدخل الاتحاد الدولي للعبة على الخط، أشار تازير إلى أن “شبح تدخل الفيفا يبقى يطارد الجزائر حال إخطار الاتحاد الدولي من طرف باعمر، أو من طرف أي شخص آخر خاصة الذين رُفضت ملفات ترشحهم”.
ووفق ما قاله “يمكن للفيفا في هذه الحالة أن يطلب توضيحات في البداية حول القضية، وقد يصل الأمر لحد تعليق نشاط الاتحاد الجزائري حال توصلها لأدلة دامغة تثبت تدخل الحكومة من خلال وزارة الشباب والرياضة في شؤون الاتحاد، مثلما ما حدث مع دولة مالي”.
روراوة تخلى عن الترشح لولاية جديدة على رأس اتحاد الكرة الجزائري (رويترز)
من جانبه، يرى عضو الهيئة الإعلامية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابقا يزيد وهيب أن “وزارة الشباب والرياضة تدخلت دوما في الانتخابات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي كل موعد انتخابي كان للوزارة مرشحها”.
وتحدث وهيب عن خرق للقانون الجزائري وقوانين الفيفا من طرف الاتحاد، وأشار إلى أن “الخرق مس اللجنة الانتخابية ولجنة الطعون والمهلة القانونية التي تفصل ما بين الجمعية العادية للاتحاد وموعد الانتخابات (أكثر من ستين يوما) إضافة لعدد أعضاء اللجنتين (اللجنة الانتخابية ولجنة الطعون)”.
واستبعد تدخل الفيفا في الوقت الراهن كون كل الأطراف على خطأ، واعتبر أن “الاتحاد بحد ذاته خرق القوانين، ولجنة الانتخابات ولجنة الطعون به تسبحان في بحر من اللاشرعية”.
وتعليقا على الأمر، قال الرئيس السابق لاتحاد الكرة حميد حداج “في الوقت الراهن لا تتوفر عناصر إجابة عن احتمال تدخل الفيفا في القضية الجزائرية”.
وأكد حداج -العضو بالجمعية العامة للاتحاد الجزائري- أن “المخرج السليم للجزائر من هذه الوضعية هو الاحتكام لعملية شفافة بالكامل من خلال تنظيم انتخابات تتسم بالشفافية ليس بقائمة وحيدة بل بقائمتين على الأقل من أجل مصداقية العملية”.
واعتبر أن هذه “الوضعية (بين الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة) كان مصدرها حملة التشويه التي تعرض لها الرئيس المنتهية عهدته للاتحاد محمد روراوة من طرف جهة إعلامية معينة (لم يسمها)”.
وتابع “ما قامت به هذه القناة جعل كل من يرغب في الترشح يتراجع بعد أن شاهد ما شاهد ووصلنا إلى جمعية عامة انتخابية بقائمة واحدة ووحيدة”.
وكالات