طردت ماليزيا امس (السبت) سفير كوريا الشمالية لديها وأعلنته «شخصاً غير مرغوب فيه» وطلبت منه مغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وتأتي الخطوة بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع
من مقتل كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في مطار كوالالمبور الدولي بغاز أعصاب سام. وقال مسؤولون أميركيون ومن كوريا الجنوبية أن عملاء تابعين لنظام كوريا الشمالية قتلوا كيم جونغ نام.
وقال سفير كوريا الشمالية لدى ماليزيا كانغ تشول الشهر الماضي، أن بلاده «لا يمكن أن تثق» في قيام ماليزيا بالتحقيق واتهمها «بالتواطؤ مع قوى خارجية» في إشارة مستترة إلى كوريا الجنوبية.
وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة حاج أمان في بيان امس (السبت) أن بلاده طلبت اعتذاراً من السفير على تصريحاته، لكن لم يبد أن شيئاً سيصدر عنه قريباً. وأضاف: «ماليزيا سترد بقوة على أي إهانات تصدر بحقها أو أي محاولة للإساءة إلى سمعتها».
وكانت ماليزيا رفضت اليوم أي إيحاءات بأنها قد تكون انتهكت عقوبات الأمم المتحدة على بيونغيانغ بعد تقرير لـ «رويترز» قال أن شركتين لهما صلة بكوريا الشمالية تديران شبكة أسلحة في ماليزيا.
وكانت ماليزيا لسنوات عدة واحدة من بضع دول تربطها صلات قوية بكوريا الشمالية إلا أن العلاقة تضررت بعد مقتل كيم جونغ نام. وذكرت «رويترز» الإثنين الماضي أن ضباط استخبارات من كوريا الشمالية استخدموا شركة واجهة اسمها «غلوكوم» لإدارة شبكة أسلحة انطلاقاً من ماليزيا.
ورفضت وزارة الخارجية الماليزية في بيان اليوم التلميح بانتهاك عقوبات الأمم المتحدة وقالت: «ماليزيا ترفض في شكل قاطع مثل هذه التلميحات».
ويشير تقرير للأمم المتحدة قُدم إلى مجلس الأمن، إلى أن «غلوكوم» تبيع معدات لاسلكي تُستخدم في ساحات القتال في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة. وتظهر بيانات على الإنترنت أن «غلوكوم» لها صلة بشركتين ماليزيتين يسيطر عليها حاملو أسهم ومديرون كوريون شماليون.
ونقل تقرير الأمم المتحدة عن معلومات لم يكشف عنها أن «غلوكوم» تديرها وكالة كورية شمالية لجمع المعلومات معنية بالعمليات الخارجية ومشتريات الأسلحة. وتوصلت «رويترز» إلى أن «غلوكوم» أعلنت على موقعها الإلكتروني الماليزي عن أكثر من 30 نظاماً لاسلكياً لمنظمات «عسكرية وأمنية».
وقالت وزارة الخارجية أن ماليزيا قدرت جداً عمل لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة بضمان التنفيذ الكامل لكل القرارات ذات الصلة. ولم تشر الوزارة إلى «غلوكوم» بالاسم في بيانها، لكن قالت أن ماليزيا قدمت الردود اللازمة على تساؤلات طرحتها لجنة الخبراء وستبدي تعاوناً تاماً.
وقالت اللجنة في تقريرها الذي لم يصدر بعد، أنها طلبت من الحكومة الماليزية طرد ممثل كوريا الشمالية في «غلوكوم» بماليزيا وتجميد أصول الشركتين الماليزيتين تماشياً مع عقوبات الأمم المتحدة. ولم تذكر الأمم المتحدة متى تقدمت بهذا الطلب.
وقال تقرير الأمم المتحدة «لم تتلق اللجنة رداً بعد». ومن المقرر أن يصدر التقرير خلال الشهر الجاري.
وكالات