في الوقت الذي هددت فيه القوات الموالية للنظام السوري بعزمها الرد بقوة على أي تحرك عسكري تركي باتجاه حلب، أكد وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو الأربعاء أن أنقرة لن توقف عملياتها داخل سوريا.
وأتى تصريح أوغلو بعد موقف النظام السوري المهدد، وبعد أن قصفت طائرة هليكوبتر يشتبه بأنها تابعة للنظام السوري مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم تركيا.
وقال الجيش التركي إن الهجوم وقع في وقت متأخر الثلاثاء، وأسفر عن مقتل اثنين من المقاتلين وإصابة خمسة آخرين في أول اشتباك مباشر، فيما يبدو مع قوات النظام السوري منذ أن توغلت تركيا في شمال سوريا في أغسطس.
أوغلو: مستمرون حتى مدينة الباب
وأعلن تشاووش أغلو خلال مؤتمر صحافي أن القوات الموالية للنظام السوري تواصل قصف مقاتلي المعارضة، وليس تنظيم داعش. وأضاف أن عمليات الجيش التركي لتطهير منطقة الحدود من التنظيم المتشدد ستستمر حتى تسيطر القوات المعارضة المدعومة من أنقرة على مدينة الباب السورية.
وأردف: “العملية ستتقدم حتى مدينة الباب بريف حلب الشمالي”.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش”.
ونجحت العملية في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين.
قوات الأسد تحذر تركيا
وكانت القوات الموالية للنظام السوري حذرت تركيا، اليوم الأربعاء، من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب، قائلة إن أي تقدم سيتم التعامل معه “بحزم وقوة”.
جاء ذلك على لسان قائد العمليات الميدانية للقوات الموالية لدمشق خلال جولة على جبهات القتال بشمال حلب في تصريح مكتوب حصلت عليه رويترز. وقال القائد الذي لم يكشف عن اسمه أو جنسيته أو انتمائه إن أي تقدم سيمثل “تجاوزا للخطوط الحمراء”. وتابع قائلاً “إننا لن نسمح لأي كان بالتذرع بقتاله لداعش للتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء.”
ويضم التحالف الذي يقاتل دعماً للأسد ميليشيات حزب الله اللبنانية ومقاتلين عراقيين والحرس الثوري الإيراني.
استهداف قوات معارضة مدعومة من تركيا
وكان الجيش التركي أعلن في وقت سابق الأربعاء أن طائرة هليكوبتر يعتقد أنها تابعة للنظام السوري أسقطت براميل متفجرة على المعارضة، المدعومة من أنقرة الثلاثاء في أول اشتباك مباشر، فيما يبدو مع النظام السوري منذ أن توغلت تركيا في شمال سوريا في أغسطس.
وذكر الجيش التركي في بيان أن طائرة هليكوبتر “يفترض أنها تابعة لقوات النظام” قصفت المقاتلين في قرية قرب بلدة أخترين التي تقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرقي دابق.” وقال البيان إن اثنين من المقاتلين المدعومين من أنقرة قتلا وأصيب 5 آخرون.
وكانت دابق معقلاً سابقاً لتنظيم داعش انتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليها هذا الشهر(أكتوبر).