قال العقيد الركن عبد الباسط طويلة في برنامج “لقاء اليوم” الذي بثته قناة الجزيرة “نحن نعتقد أن “العم سام” هو من يحجب عنا وصول الأسلحة والذخائر لإطالة أمد الحرب وإطالة عمر الصراع لتدمير قدرات
سوريا بهدف حماية أمن إسرائيل”.
وكان العقيد طويلة قد انشق في يونيو/حزيران 2012 من الجيش السوري والتحق بالجيش السوري الحر مقاتلا في صفوفه، وتم تكليفه بقيادة المنطقة العسكرية الشمالية.
واعتبر طويلة أن المدنيين هم من قاموا بالثورة بالتظاهرات الأولى في المدن السورية ثم انتقلت المعاناة للجانب العسكري الذي بدأ في الانشقاقات والانضمام لجانب الثوار.
نسبة:
وأوضح العقيد المنشق أنه لا يمكنه أن يتحدث عن نسبة دقيقة لعدد المنشقين من الجيش مقارنة بالعدد الكلي “للجيش الأسدي” وأضاف “لكن قادة الجيش هم بنسبة 85% من الطائفة العلوية وتكون النسبة معكوسة في حالة الجنود، أي 85% منهم من السُنّة.
وعن العلاقة بين المدنيين الثوار والعسكريين يرى طويلة أنها تمتاز بالتنسيق التام وقال إن معظمهم كانوا عسكريين سابقين خدموا بالجيش أو الخدمة العسكرية وعدها علاقة سليمة في معظم الأحوال ولكنها تحتاج للمزيد من الانضباط في المستقبل، حيث توجد ألوية يقودها عسكريون وألوية يقودها مدنيون ثوار بنجاح في بعض المناطق.
وعن وجود المدنيين الثوار في مجلس القيادة الأعلى أكد طويلة أن عددهم 20 عضوا من أصل 30 يشكلون المجلس “ويمتاز بعضهم بالانضباط العالي في أداء وجباته وتنفيذ مهامه”.
وقال إن الغنائم التي كسبها مقاتلو الجيش الحر في معاركهم المتعددة مع النظام هي سبب رئيسي في انتصاراتهم.
وفي سياق حديثه عن التمويل والتسليح يقول طويلة “نحن لا نعتمد على الغنائم فقط بل هناك دعم خارجي من الدول الداعمة، وفي حال تزويدنا بالأسلحة الثقيلة المناسبة (المضادة للطائرات والمضادة للدبابات) فإننا قادرون علي تخطي البرنامج الزمني الموضوع من قبل الدول الكبرى لإسقاط النظام”.
أجندة؛:
ويرى طويلة أن للدول الكبرى برامج وأجندات، ولكنه لا يعرف كل تفاصيل هذه البرامج، ورغم أنه لم يسم هذه الدول فقد وصفها بالدول الداعمة “التي قامت بدعم مأساتنا”.
وأضاف أنه يمكن للجيش الحر -في حال حصوله على الدعم المناسب- شراء الأسلحة المضادة للطائرات من السوق السوداء في الصين وأوكرانيا روسيا وأميركا.
وقال إن الشعب السوري “يطالبنا في المناطق المحررة دوما بأن نحرص على وحدة الصف ونبذ الفرقة والتشرذم، وأن نتجمع ولا يهم تحت أي مسمى”.
وأضاف “قمنا بعمليات مشتركة مع ألوية الكتائب الإسلامية المعتدلة ونحن على تعاون تام معهم، أما الفصائل التي يصنفها الغرب بأنه إرهابية كجبهة النصرة فيمكن الحوار معهم حول شكل الدولة القادمة وينبغي أن يكون الحوار بين كل الفصائل وصولا لشكل الدولة وتركيبتها، وهل تكون مدنية أم تحكم بالشريعة الإسلامية أم علمانية”.
وأبان العقيد طويلة أن رؤيته للدولة أن تكون دولة إسلامية ذات طابع حضاري، والشرع الإسلامي يجب أن يكون واضحا فيها، وأن تبنى المساجد ويسمح للجميع بممارسة عقائدهم الدينية بحرية تامه، وأن تحترم حقوق الجميع في ممارسة شعائرهم.
وأكّد أن الشعب السوري هو الذي سيختار من يحكمه، وليس لأحد الحق في أن يفرض عليه شكل الدولة القادمة، لأنه هو من قام بالثورة، وليس لأحد أن ينتزع حقه في الاختيار.
وطالب العسكريين بأن يقوموا بأداء واجبهم العسكري واحترام البزة العسكرية، “وليس أسوأ من أن ينخرط العسكريون في السياسة”، ودعاهم إلى عدم التحيز لأي فصيل.
كيمياوي:
قال العقيد طويلة إنه وبعد سقوط النظام في دمشق “سنقوم بجمع السلاح الذي تم توزيعه على المقاتلين، وسيتم تعويض أولئك الذين اشتروا سلاحا بحر مالهم، ولدينا خطة واضحة وجاهزة لجمع السلاح بعد إكمال المهمة”.
وفيما يتعلق بالسلاح الكيمياوي قال “قمنا بالتحقق الميداني من استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي، حيث قامت لجنة سورية من أشخاص لهم خبرات كبيرة في هذا المجال بإجراء بحث جنائي وتقني أثبت استخدام الكيمياوي في أكثر من مكان، ونمتلك الإثباتات على ذلك”.
وأضاف أن النظام السوري “يحاول إثارة الذعر والهلع في نفوس المدنيين باستخدام أسلحة كيمياوية لا تترك نفس الأثر الواضح المعروف للجميع، ولكننا قمنا بإثبات ذلك، وهو يحاول إخافة المدنيين والثوار ليخلوا مواقعهم، وتوجد أخت شهيدة من سراقب قُتلت باستخدام السلاح نفسه وترقد جثتها في مشفى بدولة مجاورة”.
وفي ختام اللقاء قال طويلة “نحن قدمنا أدلتنا التي تثبت تورط النظام في استخدام الكيمياوي لأميركا والدول الصديقة لنا، وسننتظر رد فعلهم لمهلة مدتها شهر، فإن واصلوا تخاذلهم ولم يمدونا بالسلاح لندحر هذا النظام، فسنفصح حينها عن أدلتنا وإثباتاتنا والتي نعلن عن مسؤوليتنا عن مصداقيتها للعالم أجمع”