استبعد ممثل المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر فكرة “توطين” السوريين في دول أوروبية وغربية، في ظل استمرار الوضع المعيشي الصعب الذين يعيشونه في المخيمات.
وقال هاربر : “ليس هناك من يرغب في أن يتدهور الوضع في سوريا الى الحد الذي يفرض إعادة توطين اللاجئين السوريين في أماكن بعيدة في العالم”.
وأضاف: “اللاجئون السوريون لا يرغبون بالضرورة في الاستفادة من إجراءات إعادة التوطين، إنهم يفضلون العودة الى ديارهم على غرار كل اللاجئين، فلا أحد من السوريين يريد العيش داخل مخيم للاجئين، ولا يتمنى أي منهم أن يظل لاجئا ليوم واحد أكثر مما يجب”.
وأضاف: ” سجل 470 ألف لاجئ سوري في الأردن، الأمر الذي يعطي فكرة عن ضخامة عدد اللاجئين الذين أغلبهم من النساء والأطفال بل إن أكثر من 60% منهم هم من الأطفال”.
وفي تعقيب على تصريح وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة بأن “اللاجئين السوريين سيشكلون حوالي 40% من سكان الأردن بحلول منتصف العام القادم”، قال اندرو هاربر إن “الأمر يعود للحومة الأردنية بخصوص التنبؤات عن تعداد اللاجئين ولكنه يطرح التساؤل التالي: هل هناك احتمال بنزوح مليون أو مليوني سوري إلى الأردن في ظل الوضع الراهن في سوريا؟”، ويرد فورا بالقول: “نعم لأن دمشق لا تبعد سوى 90 كيلومترا عن الحدود الأردنية السورية”.
اللاجئون والعنف:
أما عن المسؤول عن الفوضى والاشتباكات التي تجري بين حين وآخر في مخيم الزعتري، بين قوات الأمن الأردنية واللاجئين فيقول المسؤول الدولي عن اللاجئين، “من السهولة بمكان توجيه اللوم الى الجميع، بداية، اللاجئون لا يتقبلون العيش داخل مخيم وسط الصحراء ولعلهم منزعجون من عدم إحراز تقدم على الصعيد السياسي، أو لانعدام المياه في المخيم أو لعدم حصولهم على خيام”.
وأضاف: “بيد أن ما لا يغتفر هو لجوء اللاجئين الى العنف، فصحيح أن الأردن يعامل السوريين كأشقاء ولكنهم أيضا ضيوف وعليهم الالتزام بقوانين وقواعد وأنظمة البلاد”.
وعن ضمانة عدم تسلل عناصر موالية للنظام السوري الى المخيم، يقول اندرو هاربر: “لا تستطيع أن تضمن كل من يعيش داخل المخيم، خاصة إذا علمت بأنه يتم استقبال ألفي لاجئ كل ليلة، في حين يصل ما بين 10 آلاف و15 ألف لاجئ كل أسبوع، لذا فنحن لا نعرف خلفية كل لاجئ في المخيم، أفضل من يستطيع تحديد ذلك هم اللاجئون أنفسهم”.
ويتفق اندرو هاربر مع ما يقال عن خذلان المجتمع الدولي للاجئين السوريين على الصعيد السياسي ويقول: “ما نشهده حاليا بشأن الوضع في الأردن والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة هو أن الاستجابة الإنسانية تشهد زخما بسبب الإخفاق المسجل على صعيد الاستجابة السياسية، ما لم يتحقق هو إطلاق عملية سياسية واتخاذ قرارات تنهي القتال المتواصل في سوريا”.
العودة إلى الديار:
وتوقع ممثل المفوضية أن تكون هناك عودة واسعة النطاق إلى سوريا بعد أن يعود السلام إليها.
وفي مقارنة بين محنة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين يقول اندرو هاربر: “الوضع الذي عاشه اللاجئون الفلسطينيون في الماضي يجب أن يدق ناقوس الخطر للمجتمع الدولي، كي يبذل المزيد في تعامله مع اللاجئين السوريين”.
وأضاف: “الوضع يتطلب من المجتمع الدولي شجاعة أكبر مما تحلى بها حتى الآن من أجل التوصل الى حل سياسي يسمح لهؤلاء الناس بالعودة الى ديارهم”.