قال مسؤول فرنسي رفيع إن بلاده ستكشف خلال أيام عن نتائج اختبارات تجريها حاليا على عينات من عناصر سلاح كيمياوي استخدمته قوات النظام السوري ضد مقاتلي الجيش الحر
في ضواحي دمشق خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
وأوضح المسؤول أن مراسلي صحيفة لوموند الفرنسية سلموا هذه العينات للاستخبارات الفرنسية بعد تهريبها من سوريا، مضيفا أن اختبارات ستجرى على هذه العينات وستعلن النتائج في الأيام القادمة.
وأشار إلى أن فرنسا كانت قد أجرت اختبارات على عينات أخرى وتأكد لها استخدام الغازات السامة في سوريا.
وأشار المسؤول إلى أن مسألة الأسلحة الكيمياوية في سوريا نوقشت خلال عشاء بين وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس والولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف.
وأضاف “إذا حصلنا على ما يكفي من العناصر المتطابقة للقول بأن أسلحة كيمياوية قد استعملت فعندها يجب أن نتخذ قرارات مع شركائنا، ودراسة العِبر الواجب استخلاصها”.
شهادة
وكان مراسلان لصحيفة لوموند الفرنسية قد تواجدا في موقع استخدم الجيش السوري فيه أسلحة كيمياوية ضد مقاتلي المعارضة في ضواحي العاصمة دمشق، ونشرت الصحيفة شهادتهما.
وقال المراسل جان فيليب ريمي إنه كان مع زميله “شاهدين لعدة أيام متتالية” على استعمال متفجرات كيمياوية، ورأيا مفعولها على مقاتلي المعارضة على جبهة حي جوبر الواقع عند مدخل دمشق والذي دخلته المعارضة في يناير/كانون الثاني الماضي، بحسب الشاهد.
وشاهد المصور لوران فان درستوك يوم 13 أبريل/نيسان الماضي كيف أن المقاتلين “بدؤوا يسعلون، ثم وضعوا أقنعة واقية من الغاز ببطء” فسّره المصور بتأثير الغاز. وقال “جلس بعض الرجال القرفصاء وهم يختنقون ويتقيؤون”.
وجمع الصحفيان شهادات عن استعمال تلك المواد “في محيط أوسع بكثير” من حول العاصمة السورية.
ووصف مقاتلون وطبيب في تسجيل فيديو صوره فان درستوك وهو منشور على موقع لوموند الإلكتروني، الأعراض التي تتسبب فيها تلك المواد، وهي عبارة عن صعوبة في التنفس وصداع وضيق في حدقة العين مع الغثيان، و”إذا لم يعالج الأمر مباشرة فهو الموت” كما شرح طبيب طلب إخفاء هويته بمستشفى الفاتح في كفربطنا بالغوطة.
وقد استند تقرير الصحفيين إلى “مصدر غربي مطلع” أفاد بأن السلطات السورية تلجأ -من أجل التعمية- إلى “خلط مواد مثل الغازات المدمعة ليصعب التعرف على طبيعة المواد المستعملة عبر ملاحظة الأعراض”.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت مجددا الأربعاء نظام دمشق لإفساح المجال أمام خبرائها للتحقيق في سوريا بشأن الأسلحة الكيمياوية، وتحدثت عن “مزيد من المعلومات” حول استعمال هذه الأسلحة في النزاع.
وفي انتظار موافقة دمشق يلجأ المحققون الأمميون إلى جمع المعلومات المتوافرة خارج سوريا، وخصوصا بالاتصال بأطباء لاجئين في البلدان المجاورة.