صعدت قوات النظام السوري ومقاتلو حزب الله من حملتهما على مدينة القصير بريف حمص لليوم السادس على التوالي، في حين حقق مسلحو المعارضة تقدما في قرية الجوسية بالقصير.
وذلك وسط قصف متكرر في أنحاء عديدة من سوريا، وخروج مظاهرات عقب صلاة الجمعة تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
وقال ناشطون إن قوات النظام السوري ومسلحي حزب الله اللبناني يصعدان من حملة غير مسبوقة على مدينة القصير بريف حمص لليوم السادس على التوالي، وإن جيش النظام قصف المدينة بصواريخ أرض أرض.
ووفقا لمصادر ميدانية فإن النظام وحزب الله استنفرا كل طاقتيهما العسكرية للسيطرة على المدينة، وإنهما يحاولان اقتحامها من محاور عدة:
الأول من الجهة الشرقية وفيها المربع الأمني الذي يضم مفرزتي الأمن السياسي والعسكري.
والثاني من الجهة الجنوبية الشرقية، بين حاجز المشتل والحي الشرقي.
والثالث من الناحية الجنوبية بين القصير المدينة وبلدة جوسية على الطريق العام.
أما الرابع فغرب القصير حيث المعارك في الجوادية والطاحون والجسر العادي وجسر القنطرة ومصفاة المياه.
والمحور الخامس من جهة الشمال في قريتي الضبعة والبويضة الشرقية.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة بأن المدينة تتعرض لقصف بالطيران الحربي تزامنا مع اشتباكات عنيفة في ريفها الشمالي، في محاولة من القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني لعزل المقاتلين في شمال القصير.
طوق حول القصير:
في المقابل أفاد ناشطون بأن مسلحي المعارضة حققوا تقدما في قرية الجوسية بالقصير وتصدوا لمحاولة اقتحام جديدة قتلوا فيها ثمانية من عناصر حزب الله وثلاثة من جنود النظام. وأضافوا أن الجيش الحر ما زال مسيطرا على القصير باستثناء المربع الأمني، فضلا عن سيطرته على قرى البرّاك والحميدية وعرجون والضبعة والبويضة.
في هذه الأثناء أعلن مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الفرنسية أن القوات النظامية السورية فرضت طوقا على مقاتلي المعارضة في شمال مدينة القصير الإستراتيجية وسط سوريا، التي اقتحمتها الأحد، في محاولة لاستعادتها من المقاتلين الذين يسيطرون عليها منذ أكثر من عام.
وقال عميد في القوات السورية يقود معركة القصير للوكالة الفرنسية إن “المسلحين مطوقون من كامل الجهات وليس لهم مكان آخر للهرب إليه كما اعتادوا سابقا”.
وأضاف العميد الذي رفض كشف اسمه أن “المعركة ستستمر لحين تحرير كامل القصير ونحن الآن في المرحلة الثانية من خطة المعركة وهي ما قبل الأخيرة”، مشيرا إلى “تجاوز عدد قتلى المسلحين منذ بدء عملية القصير 600 مسلح”.
ونقل مراسل الوكالة عن أحد الضباط الموجودين في المدينة قوله إن “أعدادا كبيرة من قناصة المعارضة يحاولون التسلل إلى أبنية تساعدهم على مراقبة تحركات الجيش في المناطق الآمنة”.
وأفاد التلفزيون الرسمي السوري اليوم الجمعة في شريط إخباري بأن “قواتنا الباسلة تدمر خمس آليات وشاحنة مليئة بالمسلحين في الحي الشمالي للقصير وتوقعهم بين قتيل ومصاب”.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن وحدات القوات النظامية “استهدفت تجمعات للإرهابيين في الحارتين الغربية والجنوبية” لمدينة القصير، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.
مظاهرات الجمعة:
في هذه الأثناء خرجت اليوم عقب صلاة الجمعة مظاهرات في مدن سورية عدة تطالب بالحرية وإسقاط النظام، ففي بلدة جبّاتا الخشب بريف القنيطرة خرجت مظاهرة مناوئة للنظام هتف المشاركون فيها لمدينة القصير التي تتعرض لحملة عسكرية، وطالبوا المجتمع الدولي بوقف تدخل حزب الله اللبناني في الأراضي السورية.
كما شهدت إدلب مظاهرات تحت الشعار نفسه لمدن كفر نبل وسرمدا وحاس وبنش، فضلا عن مدينة الباب وأحياء الشعار وبستان القصر وصلاح الدين في حلب، وطالب المتظاهرون بدعم الجيش الحر في القصير.
قتلى بالعشرات:
من جهة أخرى قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددا من الأشخاصاستشهدوا بينهم أطفال في قصف استهدف معضمية الشام بريف دمشق، في حين شنت طائرات النظام غارات على عدرا وزملكا وعربين.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 71 استشهدوا اليوم في سوريا معظمهم في دمشق وريفها وحلب، في حين تركز القصف على مناطق في درعا ودير الزور وحماة.
وقالت شبكة شام إن الجيش الحر استهدف بالصواريخ وقذائف الهاون حواجز إدارة المواصلات وفرع الأمن الجنائي في مدينة حرستا بريف دمشق، كما تمكن من تدمير رتل لجيش النظام عند بلدة تلفيتا في منطقة القلمون بريف دمشق وقتل وجرح العشرات من أفراده.
وقال مجلس قيادة الثورة إن غارة جوية وقصفا بالصواريخ الفراغية استهدف العسالي جنوب دمشق، كما تجدد القصف على الحجر الأسود والقدم.