دعا الائتلاف الوطني السوري أمس الأحد إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية مدينة القصير بمحافظة حمص السورية.
كما طالب المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي بمنع إيران وحزب الله اللبناني من التدخل العسكري في سوريا، محذرا من أن الصمت عن ذلك سيقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.
وقال الائتلاف المعارض على صفحته في فيسبوك إنه يطالب جامعة الدول العربية وأمينها العام بالدعوة إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من “العدوان السافر”، كما دعا المجتمعَ الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين بالمدينة.
وطالب الائتلاف في بيانه مجلس الأمن بالتنديد بـ”عدوان حزب الله” على القصير، وأضاف أن قوات النظام مدعومة بمليشيات تابعة لحزب الله وعناصر إيرانية تقوم بقصف القصير بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، فيما يقوم الطيران الحربي بتأمين غطاء جوي لمليشيات حزب الله، في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام القصير وعلامات على قرب مجزرة قد ترتكب بحق المدنيين فيها، حسب قوله.
الحل السياسي:
من جهة أخرى، قال المجلس الوطني في بيان إن قوات قادمة من خارج سوريا ترتكب “جرائم إبادة وجرائم حرب” على الأرض السورية، واتهم قوات حزب الله وقوات إيرانية بمحاولة اجتياح و”مسح المدينة وسكانها من الوجود”.
وطالب البيان مجلس الأمن الدولي بمنع عناصر من “جماعة إرهابية متعصبة مثل حزب الله، وقوات دولة راعية للإرهاب مثل إيران” من انتهاك حدود سوريا وقتل أبنائها في بيوتهم، حسب وصفه.
كما طالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية وباتخاذ موقف عملي وحاسم، محملا الجامعة وأمانتها العامة المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للتحرك لوقف “ذبح السوريين في القصير على أيدي غرباء ينتهكون كل المبادئ التي قامت الجامعة العربية للدفاع عنها”.
ويأتي هذا البيان بالتزامن مع سعي دول غربية وإقليمية إلى عقد مؤتمر الشهر المقبل لبحث حل سياسي للأزمة السورية، لكن البيان حذر هذه الدول من أن الصمت على ما يجري سيُفقد أي جهد للحل السياسي كل معنى، وأن الشعب السوري سيعده “مجرد محاولة لإضاعة الوقت ومنح النظام والقوى الخارجية التي تدعمه الوقت والغطاء اللازم لإتمام المهمة القذرة التي يقوم بها الآن”.
وأكد ناشطون سوريون أن القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني شنت منذ الليلة قبل الماضية هجمة عنيفة على المدينة، وأن معدل القصف وصل إلى خمسين قذيفة في الدقيقة الواحدة مع شروق الشمس.
وأضافوا أن القصف يشمل كل أنواع الأسلحة الثقيلة من البراميل المتفجرة والقنابل الفراغية والعنقودية وراجمات الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، وأن سلاح الجو شن ثلاث غارات في ساعة واحدة.
و قال الناشط أحمد القصير من داخل المدينة إن نحو 40 ألف مدني محتجزون الآن في القصير ولا يمكنهم النزوح بسبب انسداد الطرق، مؤكدا أن بعض أحياء وشوارع المدينة دمرت بالكامل بسبب القصف الذي أودى بحياة نحو 50 شخصا اليوم.