قال المحامي والناشط الحقوقي السوري أنور البني إن السلطات السورية اعتقلت أمس الخميس الفنانة السورية المعارضة مي سكاف واقتادتها إلى مكان مجهول.
وذكر البني لوكالة الأنباء الألمانية أن عناصر من أجهزة الأمن السورية اعتقلت سكاف أثناء توجهها إلى منزلها في ضاحية “مشروع دمر” السكني بدمشق.
وأكد البني أن اعتقال سكاف “يؤكد أن السلطات السورية تسعى وراء خنق كل صوت ثقافي وسياسي لتعطي بعض الحياة لنظريتها بأنها تحارب الإرهاب”.
حيث عادت الفنانة السورية مي سكاف عبر حوارها مع مجلة دمشق إلى الإعلام، بعد أن اختارت مجبرة الابتعاد عنه، لتقدم رؤيتها عن واقع الثورة ومآلاتها، وعن المخاوف والآمال، وعن ملامح سوريا الجديدة التي تتراءى في الأفق.
وعقب الحوار الذي نشر في العدد الجديد من مجلة دمشق الصادرة بعمان اعتقلت مي سكاف من قبل السلطات السورية.
وقبل ذلك كانت الفنانة اليسارية قد اعتقلت في مظاهرة الفنانين السوريين في دمشق يوم 13 يوليو/تموز 2011، معلنة بذلك بداية حراك ثوري تمكّن من قهر الخوف الداخلي واستجاب لنداء الكرامة.
مي التي اختارت البقاء صامدة في بيتها في سفح جبل قاسيون بدمشق، ترى أنها واحدة من الثوار رغم أنها لا تعلم شيئا عن نشاطاتهم على الأرض، “ففي هذه الثورة صرنا نحن السوريين جسدا واحدا وروحا واحدة”. هذه المشاعر تقودها إلى البوح “بإحساس جميل” يراودها قائلة “لو في لحظة من اللحظات استشهدت ستكون تلك اللحظة الأسعد في حياتي”.
وكانت السلطات السورية وجهت تهمة التحريض على القتل لسكاف في أغسطس/آب الماضي ضمن قانون “مكافحة الإرهاب”.
وتعد الفنانة السورية، التي اشتهرت بدورها في مسلسل “العبابيد” وشاركت في مسلسل عمر بن الخطاب للمخرج حاتم علي في رمضان الماضي، من أبرز الفنانين السوريين المؤيدين للثورة منذ بداياتها، وقادت مجموعة من الفنانين والمثقفين في مظاهرات في بدايات الثورة قبل أن تغادر البلاد لاحقا.