ذكرت صحيفة ديلي تلغراف اليوم الاثنين أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون متفائل بشأن إيجاد حل للأزمة السورية بعد لقائه الرئيس فلاديمير بوتين، نتيجة بروز دلائل متزايدة على أن روسيا يمكن أن تكون على استعداد لاتخاذ موقف أكثر تشدداً مع النظام السوري،مما يسهل عقد مؤتمر للسلام بهدف التوصل إلى عملية تحول سياسي.
ورغم عدم ظهور بوادر على أن روسيا تسحب تأييدها لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فإن مصادر بريطانية تقول إن اجتماع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة أظهر أن موسكو أكثر قبولا للتعامل مع الغرب في الشأن السوري.
واستمر الاجتماع فترة أطول بكثير مما كان مقررا، وهيمنت عليه القضية السورية، وطلب بوتين من كاميرون أن يشرح موقفه من الصراع.
ووصف كاميرون -في تصريحات نسبتها إليه ديلي تليغراف أدلى بها خلال رحلته إلى الولايات المتحدة- المحادثات مع بوتين بأنها كانت “في غاية الإيجابية وجيدة”، وأنه يتطلع لمناقشة نتائج محادثاته في روسيا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورؤية إمكانية تحويلها إلى عملية سلام وإحداث “تغيير حقيقي”.
وأضاف “في حين لا يخفى على أحد أن بريطانيا وروسيا لديهما موقفان مختلفان من سوريا، فإنني اندهشت جدا خلال محادثاتي مع الرئيس بوتين لأن هناك إدراكا بأن من مصلحتنا جميعا جعل سوريا تنعم بالأمن والأمان بوجود مستقبل ديمقراطي تعددي، وإنهاء عدم الاستقرار الإقليمي”.
وقال كاميرون إن “هناك أمورا أكبر تحدث هنا، ومنها إدراك أن من الأفضل كثيرا أن نفعل هذا لتحقيق عملية التحول السياسي عبر مشاركة واتفاق أكبر بين أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وقوى أخرى”.
وأكد أن هناك “وحدة هدف قوية” بين بريطانيا والولايات المتحدة بشأن العمل على نحو “وثيق” مع المعارضة السورية، ومساعدتها على “صياغة ما تقوم به.. وهذا هو السبب في أننا نقدم لهم المساعدة التقنية الآن”.
وفي السابق، تسببت روسيا في شعور كاميرون وزعماء غربيين آخرين بالإحباط عندما منعت اتخاذ أي إجراء ضد الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبسبب تزويدها النظام السوري بالسلاح.
مؤتمر سلام
وقال كاميرون إنه سيتحدث مع أوباما بشأن ما يمكن فعله للمساعدة على الإسراع بتنفيذ الاقتراح الأميركي الروسي بعقد مؤتمر سلام. كما أنه من المرجح أن يبحث قضية حساسة هي تسليح المعارضة قبل انتهاء حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا الشهر المقبل.
وتسعى بريطانيا وفرنسا إلى رفع هذا الحظر أو تعديله للضغط على الأسد، لكن الولايات المتحدة أكثر تحفظا فيما يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة، خشية سقوط أي أسلحة تقدمها في أيدي “متشددين إسلاميين”.
ومع أن كاميرون يرغب في أن يبحث مع أوباما كيف يمكن أن يعزز بلداهما المعارضة السورية بأفضل الطرق، إلا أنه قال إن التركيز ينصب الآن أساسا على السعي لإيجاد حل سياسي.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وروسيا مساعي مشتركة لدفع الحكومة السورية والمعارضة إلى المشاركة في مؤتمر دولي، في أول مبادرة دبلوماسية من نوعها لوقف الحرب الأهلية في سوريا.
وكانت تقارير صحفية كشفت الأسبوع الماضي أن كاميرون يسعى إلى عقد قمة طارئة في لندن، تهدف إلى إيجاد حل للصراع المتصاعد في سوريا، واستخدام مباحثاته مع الرئيسين بوتين وأوباما لتمهيد الطريق أمام لندن لاستضافة قمة يحضرها جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية.