شكك مصدر مسؤول في أوساط الثوار السوريين بجدوى المشروع الأميركي الروسي الجديد الخاص بعقد مؤتمر دولي حول سوريا تحضره المعارضة والنظام،
وقال إن الثوار ينظرون إلى مثل هذه المشاريع على أنها وسيلة لاستنفاد قوتهم وإجبارهم على حلول سياسية غير واقعية.
وأضاف أبو فراس مدير المكتب الإعلامي في لواء التوحيد -وهو من أكبر الفصائل المقاتلة في حلب والعامل ضمن تشكيلات الجيش الحر- أن أي مبادرة سياسية دولية لا تأخذ في الاعتبار مواقف الثوار المقاتلين في الداخل السوري ستكون فاشلة حسب اعتقاده، مؤكدا أن هذه المواقف هي الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه أي مبادرة، لا مواقف الأطراف الأخرى مهما كانت أهميتها.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد اتفقتا على الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة، للتوصل إلى حل يقوم على اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في يونيو/حزيران 2012، ورحبت دمشق بهذا التقارب الروسي الأميركي، في حين شددت المعارضة على أن أي حل سياسي يجب أن يبدأ برحيل الرئيس بشار الأسد.
لغة القوة:
وقال أبو فراس “إن القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهما نظام الأسد”، وإن أي حل يتضمن الجلوس مع هذا النظام مرفوض بشكل كامل، مؤكدا “أن المكان الوحيد الذي يمكن أن نوافق على أن نرى فيه بشار هو قفص المحاكمة”.
وطرح المتحدث الإعلامي رؤية للقبول بحل سياسي برعاية دولية تقوم على ثلاثة أسس: أولها سحب الشرعية من نظام الأسد بقرار أممي، وثانيها تأمين دعم عالمي فاعل وحقيقي للشعب السوري يتضمن فرض مناطق حظر طيران فوق سوريا، وأخيرا دعم “القوة الثورية” لاستلام السلطة في البلاد.
وأكد أن المجتمع الدولي ينبغي أن يفهم أن “نظام الأسد قد سقط بالفعل، وأن حربنا الحالية هي مع إيران” التي قال إنها باتت تقاتل إلى جانب قوات الجيش النظامي، مشيرا إلى أن “قوات الثوار” في منطقة الشيخ سعيد بجنوب حلب رصدت محادثات لاسلكية أطرافها ضباط إيرانيون وروس يتنقلون بعربات قيادة مدرعة لتوجيه المعارك التي بدأت في تلك المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
وحول فرص تحقيق المشروع الخاص بتشكيل حكومة انتقالية من قبل المعارضة والحكومة السورية تمهد للانتخابات كما تهدف إليه المبادرة الروسية الأميركية، قال أبو فراس “إن هؤلاء ليسوا شركاء بل قتلة، وينبغي تقديمهم للمحاكمة لا إلى صناديق الاقتراع”.
تعدد الفصائل:
وحول تعدد الفصائل المقاتلة في صفوف الثوار وأثره على وحدة الموقف القتالي أو السياسي، قال أبو فراس إن “التنوع مصدر قوة لا ضعف للثورة، وإذا كان ثمة اختلاف فإن سببه سياسيو المعارضة الذين أثرت اختلافاتهم على الوضع الميداني في البلاد”.
وعلّق على إمكانية أن يتعرض الثوار في سوريا إلى مقاطعة وربما استعداء غربي في حال رفضهم المبادرة السياسية الجديدة، قائلا “يمكننا العمل بلا دعم، فقد بدأنا بدون دعم عسكري أو غطاء سياسي، حتى سيطر الثوار على أكثر من نصف سوريا بالأسلحة التي غنموها من قوات الأسد، ودعمنا الحقيقي يأتي من الشعوب العربية والإسلامية وليس من الحكومات”.
وختم بالقول إن المخاوف التي عبرت عنها بعض الدول من إمكانية انتشار الفوضى بسوريا في حال سقوط النظام ليست واقعية ولا مبررة، مشيرا إلى أن “الثوار تمكنوا من إدارة المناطق المحررة بكفاءة، وحافظوا على مصالح الناس والمؤسسات، ولن تكون هناك أي مشكلة في قدرتهم على إدارة البلاد في حال سقوط النظام بطريقة أفضل وأكثر نزاهة وفعالية ومسؤولية”.