أحيا العشرات من أبناء الجالية السورية بالعاصمة الروسية موسكو الذكرى الثانية لاندلاع الثورة المطالبة بالحرية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد يوم 15 مارس/آذار 2011. وحيّوا في فاعليتهم التي أقاموها أمس الأحد بسالة الثوار وصمودهم وتضحيات الوفيات والجرحى والمفقودين.
وتضمن الاحتفال عرض أفلام وثائقية عن الثورة منذ اندلاعها، ومعاناة الأسر السورية واللاجئين بالخارج الذين فقدوا مساكنهم ومصادر أرزاقهم. وفي بداية الفاعلية ردد المشاركون النشيد الوطني السوري، ووقفوا دقيقة حداد على أرواح ضحايا الثورة، متعاهدين على الوفاء لدمائهم وإسقاط نظام الأسد.
تقدم بثبات:
من جانبه قال ممثل المغتربين السوريين الأحرار في روسيا مجدي حنين إن الثورة تكمل عامها الثاني بتقدم وثبات لتحقيق هدفها المرحلي المتمثل في إسقاط النظام الاستبدادي الفاسد، تمهيداً لإطلاق عملية تغيير شاملة “تقيم في سوريا دولة العدل والحرية وتضمن الكرامة الإنسانية لمواطنيها دون تمييز”.
وأضاف أن مطلقي دعوات الحوار يتجاهلون إفشال النظام السوري كل المبادرات التي يمكن أن تفضي إلى نيل السوريين حريتهم المنشودة، مؤكدا أن النظام لن يقبل بأقل من عودة الوضع إلى ما كان عليه من تحكم وتسلط مطلق على السوريين وكل مقدرات بلادهم.
ولفت حنين إلى أن المخرج السياسي الحقيقي لما يجري بسوريا يكون بـ”فرض وقف العنف ورحيل رأس النظام وتنفيذ برنامج المرحلة الانتقالية الذي اتفقت عليه المعارضة في إعلان القاهرة في الثالث من يوليو/تموز الماضي”.
واتهم حنين المجتمع الدولي بالتواطؤ مع نظام الأسد والتغاضي عن الدعم الذي يقدمه له حلفاؤه في روسيا وإيران.
مشاركة روسية:
وقد حضر الاحتفال الذي أقامه أبناء الجالية السورية بموسكو عدد من الصحفيين والأكاديميين والمعارضين الروس، الذين أعربوا عن تضامنهم الكامل مع الشعب السوري في ثورته، مؤكدين أن نظام الأسد فقد مقومات الاستمرار.
وأوضحوا أن الموقف الروسي من الأزمة لا ينصف نضال السوريين في قضيتهم، ودعوا حكومة بلادهم لاتخاذ موقف واضح يوقف العنف ويحفظ الود بين الشعبين السوري والروسي. وأكدوا أن الثوار في سوريا هم وحدهم من يحدد اتجاه سير الأحداث.
من جانبه قال المعارض السوري الدكتور نصر اليوسف إنه بعد عامين على انطلاق الثورة “ازدادت صلابة الثوار السوريين، واشتدت عزائمهم ورسخت أقدامهم ثباتاً على طريق الحرية والكرامة، ووفاء لأهداف الثورة النبيلة التي ضحى الملايين من أجل تحقيقها”.
وأضاف اليوسف في حديث للجزيرة نت أن “أدعياء حقوق الإنسان ومواقف بعض الدول التي تركت عصابة الأسد المجرمة تستفرد بالمدنيين العزل خيبت آمال الشعب السوري، وكشفت للعالم مدى زيف الشعارات الجوفاء التي يتشدقون بها”.
وأشار إلى أن العالم المتحرر من الأغراض والمصالح أصبح أكثر تفهماً لحقيقة ما يجري في سوريا، وأن الأصوات المناصرة لحق الشعب السوري باتت أكثر ارتفاعا، مما يبعث الأمل في قرب زوال النظام، حسب قوله.