بقلم: أمين سر ورشة الوحدة الوطنية
أفادت مصادر دبلوماسية بأن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية تجاوز خلافاته حول مسألة تشكيل الحكومة الانتقالية لتكوين هيئة تنفيذية تتيح للائتلاف شغل مقعد سوريا في جامعة الدولة العربية،
في خطوة مفصلية تمتد لتولي الشرعية الدولية كاملة بدلاً عن السلطة السورية الحاكمة حالياً، وهذا بحد ذاته سبب وجيه لتحفيز المعارضة السورية السياسية لنبذ خلافاتها والتصدي للقيام بدور فاعل يخدم الثورة ويحقق مطالب السوريين الثائرين على مدى عامين.
لقد أتاح الثوار فرصة ذهبية للمعارضة السورية باستيلائهم على كامل محافظ الرقة الإستراتيجية التي تملك كل المقومات اللازمة لتكون مركزا ومقراً مؤقتا للحكومة الانتقالية المرتقبة، فالمحافظة ذات حدود عريضة مع تركيا ما يتيح لها الحصول على الإمدادات الضرورية لبناء القوة العسكرية لاستكمال تحرير سوريا من سيطرة السلطة الغاشمة، كما ستمكنها من التحكم بالواردات والصادرات ما يعني البدء الحقيقي في ممارسة السلطة المدنية، وسيكون من الطبيعي بعد حصول تلك التطورات إحكام السيطرة على المناطق المحررة وتقوية موقف الثورة والمعارضة للتفاوض على أسس وآليات تسلم الحكم من يد العصبة الغاشمة، و سيكون ذلك متزامنا مع دعم قوات الجيش الحر وتزويده بالأسلحة النوعية اللازمة، وهي فرصة هامة لبناء جيش مركزي وقيادة عسكرية مركزية تمتلك زمام الأمور وتسرع في إنهاء حقبة طويلة من الاستبداد والإجرام القابع فوق صدر سويا منذ ما يربو على أربعة قرون.
إنها الفرصة المواتية لتجني أخطار تهدد سوريا المستقبل ولعل على رأسها منع إخضاع سوريا لنظام ترسمه وتحدد حدوده وشكله القوى الخارجية. كما حدث في العراق بحيث بقي البلد مضطربا وخاضعا لقوى خارجية تهدد استقراره ووحدته ، كذلك سيكون الإسراع في أنها تلك المهمة سببا في سد الطريق على الراغبين في تقسيم سوريا أو إقامة نظام سياسي مبني على أساس المحاصصة الطائفية كما هو علية الحال في لبنان الشقيق.
إن أنظار الشعب السوري والعالم تنظر بلهفة لاجتماع ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية متمنية ظهور الدخان الأبيض وبدء مرحلة البناء المؤسساتي لسوريا الغد كما يرضاها ويرغب بها الثوار والشعب السوري العظيم.