أبدت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة اتفاقهما على ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي لإنهاء العنف في سوريا، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خشيته من تفكك هذا البلد.
ففي واشنطن، ذكر البيت الأبيض في بيان أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أبديا اتفاقهما -خلال اتصال هاتفي أمس الجمعة- على “ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي” لإنهاء العنف في سوريا بأسرع ما يمكن.
وشدد الزعيمان أيضا على أهمية أن يواصل وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “ارتباطهما” بشأن سوريا.
ولم يدل بيان البيت الأبيض بتفاصيل أخرى تتعلق بالمناقشة التي جرت بين أوباما وبوتين بشأن الأزمة السورية.
كما أعلن البيت الأبيض في بيانه أن أوباما سيزور روسيا في سبتمبر/أيلول المقبل لحضور قمة مجموعة العشرين، وسيلتقي قبل ذلك نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران المقبل بإيرلندا الشمالية على هامش قمة مجموعة الثماني.
وفي موسكو، نقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للمكتب الصحفي للكرملين أن بوتين وأوباما كلفا -خلال المكالمة الهاتفية- وزيريْ الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري بمواصلة الاتصالات الكثيفة الرامية إلى وضع مبادرات ممكنة جديدة تهدف لتسوية الأزمة السورية سياسيا.
وأشار إلى أن بوتين شدد على ضرورة وقف الأعمال القتالية في سوريا بأسرع ما يمكن. وأضاف البيان أن الحديث اتسم بطابع بنّاء، مضيفا أنه جرى التأكيد خلاله على الأهمية المبدئية للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة من أجل ضمان الاستقرار في العالم.
واتفق الرئيسان على أن يتعاملا بشكل وثيق مع المواضيع الدولية الساخنة المتعلقة بسوريا، والتسوية في الشرق الأوسط، وإيران، وكوريا الشمالية، والخطط في مجال الدفاع الصاروخي.
وأشار المكتب الصحفي للكرملين إلى أن المكالمة الهاتفية جرت بمبادرة من الجانب الأميركي.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري جدد تأكيد واشنطن أن هناك ضرورة لانتقال سلمي للسلطة في سوريا، وأعرب كيري -في مؤتمر صحفي بأنقرة مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو- عن اعتقاده بأنه “لا توجد شرعية لنظام يقترف فظائع بحق شعبه”.
كما أوضح كيري -الذي يزور أنقرة في إطار جولته الخارجية الأولى التي تشمل دولا أوروبية وشرق أوسطية- أن هناك حاجة لمواصلة العمل، وضمان أن يتبنى نظام الرئيس بشار الأسد خيارات مختلفة.
تحذير أممي:
وفي هذه الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة من أن الحل العسكري لسوريا سيؤدي إلى “تفكك” هذا البلد.
وقال بان -في مؤتمر صحفي بجنيف- “أحث باستمرار جميع الأطراف في سوريا على التوجه إلى طاولة المفاوضات”، مشيرا إلى أن ما وصفه بأهوال الأشهر الأخيرة “لا تدع مجالا للشك في أن الحل العسكري سيؤدي إلى تفكك سوريا”.
ولكن المسؤول الأممي أشار إلى أن ثمة “فرصة ضئيلة للغاية” أمام الحكومة والمعارضة السورية لإجراء محادثات بشأن إنهاء الأزمة، مؤكدا أنه سيدعم تلك الفرصة.
وقال إنه سيلتقي المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي اليوم السبت في سويسرا لإجراء محادثات بشأن الأزمة السورية.