علمت صحيفة ذي غارديان البريطانية أن مستشارين عسكريين روسا ينتشرون في مواقع تتركز فيها أنظمة الدفاع الجوي في سوريا، وهو ما من شأنه أن يجعل من أي تدخل تقوده الولايات المتحدة في المستقبل أكثر تعقيدا.
وأضافت الصحيفة في عددها اليوم الاثنين أن هؤلاء المستشارين مزودون بأنظمة صواريخ أرض-جو حديثة وأخرى قديمة جرى تحديثها، وهي أسلحة ظلت موسكو تزود بها نظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية قبل 21 شهرا.
وفسرت الصحيفة وجود أنظمة دفاع مضادة للطائرات بهذا القدر من التطور والتعقيد بأنه يعني أن أي حملة غربية مباشرة لدعم فكرة إقامة منطقة حظر جوي أو في هيئة ضربات جوية تأديبية ضد القيادة السورية ستكون باهظة الثمن ومحفوفة بالمخاطر وستستغرق وقتا طويلا.
كما أن احتمال سقوط ضحايا من العسكريين الروس قد تكون لها تداعيات جيوسياسية لا يمكن التنبؤ بمداها.
ووفقا لنشطاء في مجال حقوق الإنسان، فإن الفظائع التي ترتكب يوميا تقريبا في سوريا تشكل ضغوطا على الحكومات الغربية لكي تفعل شيئا، فقد أسفرت غارة جوية شنتها الحكومة السورية على بلدة حلفايا قرب مدينة حماة عن مقتل العشرات أمس الأحد أثناء اصطفافهم أمام أحد المخابز.
ويسود اعتقاد وسط المسؤولين الأتراك -الذين صدق حدسهم بأن النظام السوري سيطلق صواريخ سكود- بأن بشار الأسد كان على وشك استخدام أسلحة كيماوية بما فيها غاز الأعصاب في مناسبتين، الأولى بعد تعرض مقر أمن النظام في دمشق في يوليو/تموز الذي أودى بحياة آصف شوكت صهر الرئيس، والثانية الشهر الماضي عندما حققت قوات المعارضة تقدما هاما.
وخلصت صحيفة ذي غارديان إلى أن قصف مستودعات الأسلحة الكيماوية من الجو من شأنه أن يطلق غازات فتاكة في سماوات منطقة شاسعة، مما سيتسبب في كارثة إنسانية.
وقد ظلت قوات خاصة تابعة للولايات المتحدة وحلفائها تتدرب على كيفية السيطرة على القواعد الجوية، حيث تخزن الرؤوس الحربية، لكن تبقى الخطوة التالية يلفها الغموض.
وقالت إنه سيكون من المتعذر نقل مئات الرؤوس الحربية جوا إلى خارج سوريا، بينما سيتطلب الأمر ألوفا من الجند لحراسة ترسانة الأسلحة لعدة أشهر. وفي غضون ذلك ربما تصبح تلك القوات العربية هدفا سهلا للجماعات الإسلامية التي تقاتل حكومة دمشق.