حقق الجيش السوري الحر أمس الجمعة مزيدا من التقدم في حلب بعد سيطرته على كلية الشؤون الإدارية العسكرية ومحاصرته كلية المشاة, في وقت تواصلت الاشتباكات بينه وبين الجيش النظامي
في دمشق وريفها وسط قصف أوقع أكثر من 80 شهيداً بينهم 42 في دمشق وريفها، منهم خمس سيدات وثمانية أطفال. وتظاهر أمس الجمعة آلاف السوريين في عدة محافظات تحت شعار “لا إرهاب إلا إرهاب بشار”, رفضا لإدراج الولايات المتحدة “جبهة النصرة” على لائحة المنظمات التي تصفها بالإرهابية.
وكانت عملية اقتحام كلية الشؤون الإدارية في منطقة خان العسل بريف حلب بدأت صباحا حسب ما قال ناطق باسم لواء صقور الشام.
وأظهرت صور مباشرة بثتها قناة الجزيرة لعملية الاقتحام مسلحين تابعين للجيش الحر وهم يمشطون الكلية التي تبعد حوالي 15 كلم عن مدينة حلب.
وقال ناشطون إن وثائق تدين النظام بقصف المدن اكتُشفت في هذا المقر العسكري. ويواصل الجيش الحر في الوقت نفسه حصار مدرسة المشاة العسكرية الواقعة في ريف حلب الشمالي, وأمهل الجيش النظامي 24 ساعة قبل اقتحامها.
سير المعارك:
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تسعة مقاتلين من الجيش الحر وثمانية جنود قتلوا الجمعة في القتال بين الجنود المحاصرين ومقاتلي المعارضة.
وقال الجيش الحر في وقت سابق إنه أسر 40 ضابطا وجنديا من مدرسة المشاة بعدما قتل قبل ذلك نحو 35 من العسكريين النظاميين المحاصرين.
وفي حلب أيضا, قصف الجيش الحر مطار منّغ العسكري وفقا للجان التنسيق المحلية.
وفي إدلب تتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي منذ أيام. وكان الجيش الحر أعلن قبل أيام بدء معركة لطرد القوات النظامية من جسر الشغور القريبة من الحدود مع تركيا, في وقت يستمر فيه مقاتلوه في حصار معسكر وادي الضيف قرب معرة النعمان.
وفي السياق نفسه, أفادت لجان التنسيق بوقوع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في زملكا وسعسع وأجزاء أخرى من ريف دمشق، وتعرضت بلدات بينها داريا والمقيليبة لقصف بالدبابات والطائرات, كما تعرضت أحياء دمشق الجنوبية كالتضامن والحجر الأسود لقصف مماثل بالتزامن مع اشتباكات على الأرض, ونشب حريق كبير في حي جوبر جراء القصف، وفقا لناشطين.
وبصورة متزامنة, أعلن الجيش الحر سيطرته على الكتيبة العسكرية الثانية في دمشق بعد مواجهات عنيفة. وشمل قصف القوات النظامية الجمعة مناطق في درعا مثل طفس واللجاة والنعيمة, وأحياء في حلب, وقرى في ريف إدلب، حسب ناشطين.
انشقاقات:
في هذه الأثناء, أفاد ناشطون بانشقاق مدير التحقيق في المخابرات السورية أنور رسلان. وفي الوقت نفسه, ذكرت لجان التنسيق المحلية أن مائة جندي سوري انشقوا الجمعة من معامل الدفاع بحلب.
وكان الجيش الحر قد قال في وقت سابق إن جنودا نظاميين انشقوا من مدرسة المشاة بالمدينة. وقبل أيام, أعلن عدد من القضاة في إدلب انشقاقهم عن النظام, والتحاقهم بالقضاء السوري المستقل.
وفي الشهور القليلة الماضية, انشق عشرات العسكريين من ذوي الرتب العالية, ولجؤوا إلى تركيا بمساعدة من الجيش الحر في حالات كثيرة.