انطلقت حملة “هنا دمشق” على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”تويتر”، بعد قيام النظام السوري بقطع كافة وسائل الاتصال عن العاصمة السورية دمشق يوم الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفرض تعتيم إعلامي صارم لأسباب لا تزال غامضة.
وفي ردة فعل على هذا التعتيم وانقطاع كافة وسائل الاتصال، قام ملايين من النشطاء السوريين والعرب خارج سوريا بالمشاركة في حملة “هنا دمشق” من جميع أنحاء العالم، تعبيراً عن الرفض لهذه الممارسات.
وانتشرت في وسائل الاتصال الاجتماعي ملايين التغريدات و”البوستات” التي تشير إلى مكان وجودهم والمدن التي يعيشون فيها بعد إضافة وسم “هنا دمشق”، مثلاً إذا كان الناشط في القاهرة يكتب “هنا دمشق من القاهرة”، وفي لندن يكتب “هنا دمشق من لندن”.
ويعود سبب حملة “هنا دمشق” إلى محاكاة إعلان إذاعة “صوت القاهرة” المصرية عن بثها من العاصمة السورية دمشق، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إثر الإعلان عن تأميم قناة السويس، حيث قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف الاستراتيجية لمصر، ونجحت إحدى الغارات في تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية آنذاك، في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة قبل أن يلقي الرئيس المصري جمال عبدالناصر خطبته فوق منبر الجامع، ما سبب توقف الإذاعة المصرية عن الإرسال، وانطلق راديو دمشق في برامجه بعبارة “هنا القاهرة من دمشق”، تعبيراً عن الوقوف بجانب مصر، لتحذو عدة إذاعات عربية في عدة عواصم حذو راديو دمشق في بدء برامجها بعبارة “هنا القاهرة من …”.
الجدير بالذكر أن الحملة لم تقتصر على السوريين فقط، بل تفاعل معها الملايين من العرب في العالم وخاصة المصريين.
وعبارات “هنا دمشق” و”هنا القاهرة” و”هنا عمان”، عبارات شهيرة دائماً ما تفتتح المحطات العربية بها برامجها.