أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 128841 نازحا سوريا يتلقون الدعم والحماية في لبنان، بينهم 94603 نازحين مسجلين بينما يواصل قرابة 34238 نازحا مع المفوضية ليصار إلى تسجيلهم، في وقت قال وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة اللبنانية وائل أبو فاعور لصحيفة “الشرق الأوسط”: “لا يمكن أن أؤكد أو أنفي هذا الرقم”، جازما “بأننا لا نعرف إذا كان هذا العدد صحيحا أم لا”.
وعلى الرغم من أن مفوضية شؤون اللاجئين هي الجهة الوحيدة التي تتولى عملية إحصاء وتسجيل النازحين السوريين منذ بدء توافدهم إلى لبنان وعدم إبداء الحكومة اللبنانية أي اعتراض على عملها، كشف أبو فاعور، وهو عضو في اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة شؤون النازحين السوريين، أن “الدولة اللبنانية وضعت آلية خاصة لتسجيل النازحين السوريين من أجل إعداد إحصاءات جديدة خاصة بنا”، موضحا أنه “ستتم مباشرة الإحصاء وفق هذه الآلية خلال الأيام الخمسة عشر المقبلة”.
وفي حين أشار أبو فاعور إلى أن “اللجنة الوزارية المكلفة من الحكومة اللبنانية قد أعدت خطة عمل ووضعت آلية لتسجيل النازحين خلال اجتماع عقدته قبل يومين”، أكد أنه “لا يمكن الاستناد إلى أي أرقام مقدمة من مفوضية اللاجئين وسيتم توقيع آلية تبادل المعلومات معها في الأيام القليلة المقبلة”. ونفى أن يكون هذا الموقف المفاجئ من جانب السلطات اللبنانية مرتبط بواقعة ما، مكتفيا بالقول: “الأمر ليس مرتبطا إلا بكوننا غير مطلعين على آلية التسجيل التي تتبعها مفوضية شؤون اللاجئين”.
ومن المقرر أن يدعو رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بعد انتهاء وضع خطة الدولة اللبنانية لإغاثة النازحين السوريين وكلفتها المالية إلى اجتماع للدول والجهات المانحة لطلب المساعدة المادية، باعتبار أن لبنان ليس قادرا على تحمل أعباء مساعدة النازحين السوريين وإيوائهم بمفرده. وقال أبو فاعور في هذا السياق: “ننتظر اجتماع الهيئات المانحة لنعرف ما هي المبالغ التي ستقدمها قبل أن نباشر عمليات الإغاثة”.
وكانت الحكومة اللبنانية قد شكلت مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، لجنة وزارية لمتابعة ملف النازحين السوريين، تضم وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة والتربية والتعليم العالي ورئيس الهيئة العليا للإغاثة، التي كانت مكلفة لوحدها مع بداية تدفق النازحين بمواكبة أوضاعهم والتنسيق مع مفوضية اللاجئين وهيئات الإغاثة.
وفي تقريرها الأسبوعي الصادر أمس في بيروت، أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين تسجيلها 6841 لاجئا خلال الأسبوع الأخير، مشيرة إلى أن الحكومة اللبنانية ستنضم إلى عملية التسجيل من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية. وذكرت أن نحو 800 طالب سوري انضموا إلى المدارس الرسمية اللبنانية على مختلف الأراضي اللبنانية، موضحة أن 49404 نازحين موجودون في شمال لبنان، بينما يوجد 38813 نازحا في منطقة البقاع و6386 نازحا ينتشرون بين بيروت والجنوب.
وكان المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أدريان إدواردز، قد أعلن من جنيف أول من أمس، إحصاء المفوضية وجود 127420 نازحا سوريا في لبنان، وقال إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية منذ مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الفائت زاد على 440 ألفا، متحدثا عن “مئات الآلاف غير المسجلين”.
وقال إدواردز، في تصريح له: “في المنطقة وصل عدد اللاجئين السوريين الآن إلى 442256، أي زيادة بأكثر من 213 ألفا منذ مطلع سبتمبر الفائت”، موضحا أنه “من أصل أكثر من 440 ألف لاجئ، أحصت المفوضية وجود 127420 في لبنان، و125670 في الأردن، و123747 في تركيا، و55685 في العراق و9734 في دول أخرى في شمال أفريقيا”.
وفي العراق زاد عدد اللاجئين السوريين المسجلين أو غير المسجلين لدى المفوضية ثلاثة أضعاف منذ مطلع سبتمبر الفائت وارتفع من 18700 إلى 56 ألفا، وانتقل ثلاثة أرباع هؤلاء اللاجئين إلى منطقة كردستان بحسب بيان صدر عن المفوضية. وأفادت أنه في الأردن “يستمر تدفق اللاجئين مع وصول نحو 4500 شخصا في الأيام الثمانية الماضية في حالة إرهاق، معظمهم من النساء والأطفال من بلدات في مدينة درعا”.
وتتولى مفوضية اللاجئين توزيع المساعدات على 500 ألف شخص داخل سوريا، وأعلنت أنها نجحت في الوصول حاليا إلى 300 ألف شخص، على أن تصل إلى 100 ألف بحلول نهاية السنة.