ينتظر مئات الطلاب السوريين مصيرا مجهولا بأوكرانيا، بعد أن أدى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في بلدهم إلى وقف حوالاتهم المالية، وعدم تمكنهم من دفع أقساط جامعاتهم ومعاهدهم، الأمر الذي يهددهم بالترحيل.
ولخطورة الأوضاع يتوجس الكثير منهم رحلة العودة بعد تأخر الدفع أو قرب انتهاء فترة الدراسة، ويتساءل بعضهم بحيرة “إلى أين؟, إلى من؟) بعد أن دمرت بيوت أهاليهم وذويهم، واستشهد الكثيرون منهم، أو هاجروا هربا إلى دول مجاورة.
وتحدث الطالب محمد للجزيرة نت عن معاناته ومعاناة زملائه، فقال إنه اضطر للعمل -إلى جانب الدراسة- في غسل الصحون بمطاعم بمدينة لفيف غربي البلاد، مقابل 15 هريفنة يوميا (نحو 2 دولار) بينما اضطر بعض مواطنيه لترك مقاعدهم الدراسية والعمل.
ويضيف أنه يضطر للكذب على أهله، مدعيا أن أموره على خير ما يرام، حتى لا يزيد همهم، وهم نازحون عن مدينة إدلب.
ويختصر الطالب الهواجس التي تجول في خاطره، فيقول “إلى أين سأذهب بعد عام دراستي الأخير؟ إلى تركيا أم إلى لبنان أم إلى الأردن؟ من بقي من أهلي موجودون هناك، ولم يعد لنا في حمص إلا الركام والذكريات”.
تراجع عدد الطلاب:
وقال محمد زيدية للجزيرة نت -والذي استقال من أمانة منظمة حزب البعث بأوكرانيا منذ شهور، ويعتبر من أبرز رموز الجالية المعارضة بأوكرانيا- إن أعداد الطلاب السوريين كانت تقارب ثلاثة آلاف قبل انطلاقة الثورة في 15 مارس/أذار2011، ولكن الأعداد تراجعت بعدها بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا.
وأكد زيدية أن مناشدات الطلاب لمساعدتهم تكررت مع بداية العام الدراسي الجديد، وهم غالبا من أبناء المدن التي تعرضت للتدمير أكثر من غيرها، وأجبر أهلها على تركها قسرا، مثل حمص وإدلب، وحلب الآن.
وأعلن أن “أبناء الجالية المعارضة” يتواصلون حاليا مع الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم، ومؤسسات المجتمع المدني الإغاثية، ومنظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لتقديم تسهيلات للطلاب فيما يتعلق بدفع الأقساط، أو تمديد فترات الإقامات.
وأشار إلى وجود مؤشرات إيجابية في هذا الشأن، وأن الجهات السابقة تعاونت مع طلاب لبنان وفلسطين أثناء الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد بلادهم.
ويتوقع أن يطلب الكثير من السوريين اللجوء بأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، وهذا ما باتت تؤكده موانئها ومطاراتها، حيث وصل مئات السوريين إليها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وخاصة إلى ميناء أوديسا البحري جنوبي البلاد.
وقد أعلن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بكلمة له أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن أوكرانيا مستعدة لتسخير طائراتها وسفنها في خدمة اللاجئين السوريين، دون ذكر مزيد من التفاصيل، أو تحديد الجهة التي ستنقلهم إليها.