أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط 79 شهيداً على الأقل بنيران قوات النظام معظمهم في حلب وحماة، وبينما أعلن ثوار في إدلب إسقاط مروحية تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وكتائب من الجيش الحر قرب مطار حلب الدولي وسراقب بإدلب، في حين تواصل قوات النظام قصفها المدفعي والجوي لأحياء بالعاصمة دمشق وريفها وحمص ودير الزور ودرعا متسببة بوقوع شهداء وتدمير منازل وأبنية.
وطبقا للهيئة العامة سقط 39 شهيداً في حلب وحدها اليوم من بينهم 25 مدنيا أعدموا ميدانيا في مجزرة بحي الأعظمية وعثر على جثثهم مكبلة الأيدي، كما عثر على جثث ستة أشخاص آخرين قرب حاجز لقوات النظام عند مدخل جمعية الزهراء الغربي وعليهم آثر تعذيب.
وتسبب القصف بالبراميل المتفجرة الملقاة من الطائرة بسقوط عشرات الجرحى في حي الميسر بحلب بعد تدمير مبنيين بالكامل، كما شمل القصف حيي السكري والقاطرجي ومناطق من ريف حلب وفق الهيئة العامة للثورة.
في هذه الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -مقره بريطانيا- إن معارك عنيفة تدور قرب مطار حلب الدولي وجاء ذلك بعد ليل من القصف العنيف الذي استهدف عددا من أحياء المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد. كما قتل الليلة الماضية أربعة سوريين أرمن وأصيب 13 آخرون بجروح على طريق المطار، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ذويهم.
وفي إدلب المجاورة قتل صباح اليوم 18 جنديا من قوات النظام على الأقل وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذتها كتائب من الثوار بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في سراقب وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار نفس المصدر إلى أن الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة منذ الصباح حيث يحاصر مقاتلون من الثوار مركزين آخرين لقوات النظام، في حين أعلن لواء شهداء سوريا أنه أسقط مروحية في سراقب. فيما واصل طيران النظام قصف تفتناز بنفس المحافظة بالبراميل المتفجرة مما أوقع دمارا هائلا في المدينة.
وفي محافظة إدلب أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية المقاتلة في الأراضي السورية عن انضوائها تحت جبهة واحدة أطلق عليها “جبهة تحرير سوريا”. وتضم الجبهة تجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها، وكتائب الفاروق ولواء صقور الشام ولواء عمرو بن العاص ومجلس ثوار دير الزور وغيرها. ودعت الجبهة بقية الألوية إلى الانضمام إليها.
في غضون ذلك تسبب قصف قوات النظام بحرائق في عدد من الأبنية في بلدة قسطون بريف حماة، كما ارتكبت قوات النظام مجزرة -وفق ناشطين- في بلدة حلفايا راح ضحيتها 13 مزارعا أعدموا ميدانيا.
قصف ودهم:
وفي دير الزور شرقا سقط تسعة قتلى جراء قصف طيران النظام من طراز ميغ مدرسة يقيم فيها نازحون في قرية السويعة وأدى القصف لمقتل عائلتين كاملتين بينهم نساء وأطفال وتعرضت أحياء في دير الزور والبوكمال للقصف أيضا، وفق ناشطين.
كما أعدم عشرة مجندين عند حاجز للأمن العسكري في حي الشدادي بمدينة الحسكة أثناء محاولتهم الانشقاق وفق نفس المصدر.
وفي دمشق واصلت قوات النظام والشبيحة قصف الأحياء الجنوبية للعاصمة وشمل أحياء الحجر الأسود والقدم والتضامن تلا ذلك عمليات هدم للمنازل بالجرافات مدعومة بقوات من النظام والشبيحة في حي القابون.
وفي ريف دمشق أعدم خمسة أشخاص ميدانيا في الذيابية على يد قوات النظام والشبيحة بعد اقتحام البلدة بالدبابات، في وقت شنت قوات أخرى حملة دهم وتكسير واعتقالات في السيدة زينب، كما قصفت المليحة وكناكر وشنت في الأخيرة مداهمات.
وتعرضت أحياء بحمص ومدينتي الحولة وتلبيسة بريفها لقصف من قوات النظام أسفر عن تهدم العديد من المنازل، كذلك حدث في قرى اللاذقية، وعتمان وبصرى الشام في ريف درعا وحيي طريق السد والمخيم في درعا موقعا إصابات.
قافلة إغاثة:
وفي تطورات الوضع الإنساني أفاد موفد الجزيرة نت إلى حلب أحمد نور بأن متطوعين مسلمين من السويد والدانمارك اختتموا رحلة إغاثية استغرقت أسبوعا في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا، حيث طالبوا العرب والمسلمين بتسيير قوافل مماثلة عبر الحدود التركية، مؤكدين سهولة وصولها للمستحقين في ظل سيطرة الجيش الحر على المعابر ومعظم الطرق بشمالي البلاد.
وقال المسؤول الاجتماعي في الوقف الإسكندنافي بالدانمارك فارس الجهيم إن متطوعين في الوقف الدانماركي وفي مركز سلسبيل الثقافي بالسويد نظموا القافلة المكونة من ثلاث سيارات إسعاف وشاحنة مليئة بالمساعدات لتخفيف معاناة المتضررين في إدلب وحلب.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن مئات الصناديق وزعت على اللاجئين عند معبر باب السلامة الحدودي، وهي تتضمن حليبا للأطفال ومواد غذائية، بينما وزعت سيارات الإسعاف المجهزة على إدلب وحلب وريفها.
وطالب الجهيم جميع السوريين المقيمين في الخارج وغيرهم من العرب والمسلمين بالمبادرة إلى تسيير قوافل إغاثية مماثلة.
ومن جهته، تساءل محمود كردي -وهو أحد أعضاء الوقف الدانماركي- عن سبب غياب الكثير من الأطباء والمثقفين والعكسرين المنشقين الذين لجؤوا إلى الخارج، مشيرا إلى ضرورة تواجدهم داخل البلاد ومساعدة الأهالي على تجاوز محنتهم.