اختتم أمس الخميس وفد من المعارضة السورية زيارة لماليزيا التقى خلالها عددا من الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث سعى لحشد ضغط شعبي ورسمي إسلامي يطالب النظام السوري بوقف عمليات القتل والتشريد ضد المواطنين المستمر منذ نحو عام ونصف.
وأوضح الوفد الزائر أن أهداف زيارته للبلاد -بدعوة من الحكومة الماليزية- تتلخص في إطلاق مبادرة إسلامية تقودها دول إسلامية كبرى من أجل إيقاف حمام الدم في سوريا، و”التصدي من خلالها “للمخططات الإجرامية الهادفة إلى تمزيق سوريا وإقامة دويلات هزيلة”.
وقال رئيس الوفد خالد الكندو وهو عضو برابطة علماء سوريا إن زيارة الوفد لماليزيا تهدف أيضا إلى حشد الدعم المادي والمعنوي لمساعدة المتضررين واللاجئين السوريين والمهجرين من بيوتهم سواء داخل سوريا أو خارجها.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الوفد لمس تفاعلا إيجابيا من الحكومة الماليزية، ممثلة بنائب رئيس الوزراء محيي الدين ياسين، خصوصا أن الزيارة جاءت عقب انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة.
وقال الكندو “نطمح أن يترجم التعاطف الحالي والترحيب الذي لقيناه من السيد نائب رئيس الوزراء إلى قرارات سياسية ومواقف إيجابية تجاه الثورة في سوريا تفضي إلى الاعتراف بالمعارضة السورية وطرد سفير نظام الأسد بكوالالمبور”.
وخلال اللقاءات التي عقدها الوفد مع فعاليات شعبية ومنظمات غير حكومية، تركز الحديث على إحداث تغيير في مواقف بعض الجهات الماليزية التي لا تزال تظن أن ما يجري في سوريا هو مؤامرة ضد “نظام الممانعة والمقاومة” كما يدعي النظام السوري وحلفاؤه، ودعا وفد المعارضة إلى زيادة الحراك الشعبي الماليزي الداعم لمطالب الثورة السورية في الحرية والديمقراطية.
موقف الحكومة:
وشهدت قمة مكة تحولا في الموقف الماليزي الذي لزم الصمت طيلة الفترة الماضية تجاه الثورة السورية، حيث أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق في كلمته بالقمة عن تأييد بلاده لقرار تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي “باعتباره بادرة رمزية لإرسال رسالة واضحة إلى سوريا حول ضرورة اتخاذ تدابير لازمة لحقن الدماء والشروع في حل الأزمة بشكل سلمي من أجل شعبها”.
وقال نجيب إن تصاعد العنف في سوريا كان صادما ومخجلا، حيث لا يزال المواطنون يتعرضون للمجازر والخسائر في الأرواح البريئة بمن في ذلك النساء والأطفال، وإن الأزمة أجبرت الآلاف منهم على الفرار إلى البلدان المجاورة.
وأضاف أنه يصعب تصور كيف يمكن لبلد مثل سوريا -الحافلة بالتاريخ العريق- الانزلاق في أعمال منافية للقيم الحضارية، كما أنه “من الصعب أن نتخيل بعد الكثير من عمليات القتل والقمع في حق الشعب، كيف يمكن لزعيم البقاء في السلطة من دون أي شعور بالذنب والمسؤولية”.
وكان رئيس الوزراء الماليزي قد أصدر تعليماته بإغلاق السفارة الماليزية في العاصمة السورية دمشق قبل نحو شهر، وإجلاء جميع الرعايا الماليزيين من هناك بمن فيهم السفير وطاقم السفارة “بسبب خطورة الأوضاع هناك”.
تضامن شعبي:
أما على المستوى الشعبي، فقد شكلت نحو 30 منظمة غير حكومية في ماليزيا ائتلافا يحمل اسم “أنقذوا سوريا” للتضامن مع الشعب السوري ودعم مطالبه “بحقوقه الأساسية والحرية والعدالة والسلام والديمقراطية”.
ونفذ الائتلاف عددا من الفعاليات والمسيرات التضامنية بالتعاون مع الجالية السورية بماليزيا، كما طالب حكومة بلاده بطرد السفير السوري في كوالالمبور أسوة بغيرها من الدول كتعبير عن رفضها لممارسات نظام الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري.
ودعا الائتلاف أثناء فعالياته التضامنية إلى تقديم كل دعم ممكن للشعب السوري للوقوف في وجه “عمليات الإبادة التي ينفذها النظام ضده”.