قتل في سوريا الأربعاء 146 شخصا على الأقل بينهم 98 مدنيا، في وقت تشهد فيه معظم المحافظات قصفا بالطيران، مع دفع قوات النظام بآليات مدرعة ودبابات باتجاه مدينة مدينة حلب إثر اتساع المواجهات مع مقاتلي الجيش الحر. كما حذر ناشطون من كارثة إنسانية تحيق بالمعتقلين في سجن حمص المركزي.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استشهاد 23 شخصا في حلب ومثلهم في دمشق وريفها، و18 في حمص و13 في دير الزور و12 في الحسكة و11 في إدلب و10 في حماة و6 في درعا وواحد في كل
من اللاذقية والقنيطرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “لقى ملازم أول وجنديان منشقان حتفهم جراء القصف على بلدة الرستن بحمص وفي اشتباكات في حي القدم والحجر الاسود بدمشق”. وتابع أن ما لا يقل عن 36
عنصرا من القوات النظامية لقوا حتفهم إثر تفجير عبوات ناسفة واستهداف اليات عسكرية ثقيلة اشتباكات في محافظات حلب وحمص ودمشق.
وقد عزز النظام اليوم من استخدامه لقواته الجوية في قصف الأحياء والمدن الثائرة على نظام الحكم في دمشق، حيث قصف مدن تلبيسة والقصير والرستن بمحافظة حمص بعنف. وبث ناشطون صورا لانفجارات
هائلة في مدينة تلبيسة، وأظهرت الصور سلسلة انفجارات ضخمة في أحياء سكنية.
إبادة أسر كاملة:
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة هادي العبد لله إن مدينة الرستن تعرضت كذلك لقصف عنيف أدى إلى إبادة أسر بأكملها وسقوط جرحى جلهم من النساء والأطفال. ولا تزال المدينة محاصرة في ظل انقطاع
الدواء والغذاء منذ أكثر من شهر.
وأضاف العبد لله أن ستة أشخاص قضوا في قلعة الحصن بمدينة تلكلخ، في حين أن قوات النظام ارتكبت مجزرة صباح اليوم في القصير راح ضحيتها خمسة قتلى على الأقل، مع استخدام كثيف للطيران في
قصف المدينة.
وأشار إلى أن أحياء حمص القديمة نالها اليوم نصيب غير متوقع من القصف الجوي، إذ إنها عادة ما تقصف بالهاون والمدافع، وشدد على الوضع الإنساني السيئ للمعتقلين في سجن حمص المركزي.
وحمّل العبد الله مدير السجن شخصيا مسؤولية آلاف المعتقلين الذين قطع عنهم الماء والكهرباء ويعيشون في وضع مأساوي، وطالب بإرجاع الماء إلى قسم النساء والأطفال على الأقل.
معركة الفرقان:
وفي حلب يسعى مقاتلو الجيش الحر الذين أعلنوا بدء معركة الفرقان لتحرير حلب منذ خمسة أيام تحت قيادة كتيبة التوحيد، لصد هجمات قوات النظام التي تفرغت لحلب الآن بعد تجاوزها نسبيا هجمات دمشق.
وقال ناشطون إن بلدة إعزاز في ريف حلب دمرت بالكامل نتيجة القتال الشديد، وتناثرت على جنبات الطرق ناقلات الجنود المحترقة. وأضاف هؤلاء من داخل حلب أن النظام يكثف من هجماته الجوية، حيث
استهدف قبل قليل حيي الصالحين وصلاح الدين وأوقع خمسة جرحى.
وتدفع قوات النظام بدباباتها وآلياتها المدرعة إلى حلب لحسم المعركة لصالحها، بعد أن سيطر الجيش الحر على كثير من مدن الريف ومعابر الدولة. وقال ناشطون إن آلافا من الجنود ينسحبون بدباباتهم وعرباتهم
المدرعة من مرتفعات إستراتيجية في جبل الزاوية بمحافظة إدلب ويتجهون صوب حلب.
ويقول خبراء عسكريون إن الجيش السوري الذي يتحمل ما يفوق طاقته ينسحب من مناطق معينة ليركز على حلب ودمشق، وهما مركزان مهمان للحكومة، تاركا مناطق نائية في أيدي مقاتلي المعارضة.
اقتحامات:
وفي دمشق قال ناشطون إن قوات الجيش اقتحمت حي جوبر بأكثر من ثلاثين ناقلة عسكرية من طراز زيل مملوءة بالجنود، وعدد كبير من السيارات المحمل عليها رشاشات ثقيلة. وتشن هذه القوة حملة مداهمات
واعتقالات مع تكسير للسيارات ونهب المحال وسرقة بعض المنازل التي تم اقتحامها.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن الضحايا الذين وجدوا في حي تشرين مقتولين وهم مكبلون، كانوا قد اعتقلوا من حي القابون في دمشق منذ أيام، حيث ساقت قوات الجيش أكثر من 150 شخصا بعد اقتحام الحي.
وأضافت الشبكة أن أحياء القدم والعسالي وجورة الشريباتي بدمشق تتعرض لقصف مستمر، شأنها شأن مدن حرستا والمعضمية والزبداني ومضايا في ريف دمشق التي تتعرض من حين إلى آخر لهجمات وقصف
مدفعي.
وفي بلدة كفر رومة في إدلب شمالا، بث الناشطون صورا قالوا إنها لضحايا قصف تعرضت له البلدة وخلّف نحو سبعين جريحا أغلبهم نساء وأطفال. وقال هؤلاء إن بلدة إستربة في جبل الأكراد ومصيف سلمى
باللاذقية تعرضا للقصف براجمات الصواريخ.
وإلى الجنوب قالت شبكة شام إن حملة دهم وتفتيش تجري بمحافظة درعا في حي شمال الخط بدرعا المحطة، وأضافت أن قصفا عنيفا استهدف بلدة اليادودة والمزيريب بالهاون، كما تجدد القصف المروحي على
بلدات المتاعية ومعربة وداعل.
ولم يستثن النظام محافظة دير الزور فقصف فيها بلدة الخريطة بالطيران المروحي، وتجدد القصف المدفعي على حي الحويقة. أما في حماة فتعرض حي جنوب الملعب لاقتحام بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف،
كما تعرضت مدينة قلعة المضيق لقصف بالطيران والمدفعية منذ الصباح أدى إلى مقتل عائلة بأكملها أثناء نزوحها.