قال ناشطون سوريون إن 109 أشخاص قتلوا أمس الأحد بنيران قوات الأمن 50 منهم في دمشق وريفها، بينما تشهد العاصمة السورية تصعيدا عسكريا في محاولة من قوات النظام لدحر مقاتلي الجيش الحر.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استشهاد50 شخصا في دمشق وريفها و12 في إدلب و13 في حلب و11 في درعا و10 في حمص و7 في دير الزور و4 في حماة و3 في اللاذقية وواحد في كل من الحسكة والقنيطرة.
أما المرصد السوري فقال إن الشهداء في سوريا بلغوا أكثر من 96 شخصا معظمهم في محافظتي دمشق وريف دمشق، في حين أن ما لا يقل عن 34 من قوات النظام لقوا حتفهم بينهم ضابطان في اشتباكات جرت في محافظات حلب وإدلب ودرعا ودير الزور وحمص وريف دمشق.
من جهة أخرى قال رئيس المجلس العسكري السوري العميد مصطفى الشيخ إن مقاتلي الجيش الحر استولوا على مدرسة المشاة في حلب، وأوضح أن للمدرسة أهمية إستراتيجية ورمزية كبيرة، فالمدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة، وهي تحمي البوابة الشمالية لحلب.
وفي العاصمة قال ناشطون إن قوات تنتمي للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، اقتحمت حي برزة في دمشق، وتمكنت من طرد مقاتلي المعارضة، وأعدمت نحو عشرين رجلا أعزل للاشتباه في وقوفهم مع الثوار.
وأضاف ناشط في الحي لوكالة رويترز أن ما لا يقل عن عشرين دبابة ومئات الجنود من الفرقة الرابعة دخلوا برزة بعد ظهر أمس وأنه رأى الجنود يدخلون منزل عيسى العرب (27 عاما) وتركوه ميتا بطلقتين في رأسه، كما أعدموا الشاب عيسى وهبة (17 عاما) في الشارع بعد أن فحصوا هاتفه النقال.
يشار إلى أن حي برزة كان من أول الأحياء التي شهدت مظاهرات ضد الأسد، ويلاصق منطقة عش الوروار حيث يقطن آلاف من الشبيحة الموالين للأسد وعناصر المخابرات.
قصف ومواجهات:
وأفادت شبكة شام بأن القصف تجدد على أحياء القدم والعسالي ومنطقة درب حديد وداريا والحجر الأسود في دمشق، وأضافت أن جثث 25 شهيداً ممن قضوا في القابون بدمشق جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام انتشلت من تحت الأنقاض.
كما تعرضت مدن داريا وحرستا ويبرود والهامة والمعضمية والتل والزبداني ومضايا في ريف دمشق لقصف عنيف بينها مناطق قصفت بالمروحيات، كما اقتحمت قوات الأمن بلدة الذيابية، وشنت حملة دهم في السيدة زينب.
وفي محافظة حمص قال ناشطون إن مدينة الرستن تتعرض لأعنف أنواع القصف باستخدام الطيران الحربي من نوع الميغ 23، كما وصلت تعزيزات كبيرة من الدبابات نوع تي 82 برفقة المئات من سيارات الزيل، وقد وجه الأهالي هناك استغاثات تخوفا من حصول مجزرة وسط انقطاع كل سبل الحياة عن المدينة.
وقال ناشطون إن مدينة طفس وبلدة خربة غزالة في محافظة درعا تتعرضان لقصف عنيف، وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي قصف قرية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة على الحدود مع إسرائيل، مما أوقع قتيلا وجريحا وخلف منازل مدمرة.
وتتعرض المدن الثائرة في محافظات حلب وحماة ودير الزور إضافة للمناطق الثائرة في اللاذقية لقصف مدفعي وجوي، كما تشهد هذه المدن اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام، زادت وتيرتها بعد تفجير دمشق الذي أودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في سوريا.
معابر وحدود:
وفي تطورات ميدانية نوعية تتعلق بالوضع في المنافذ الحدودية قال مراسل الجزيرة إن مروحيات سورية قصفت معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، سعيا لاستعادة السيطرة عليه من الجيش الحر، لكن ناشطين على الأرض قالوا إن المعبر تحت سيطرة مقاتلي الجيش الحر وإن قوات النظام فشلت في سعيها بالسيطرة عليه.
وكانت كتيبة التوحيد قد أعلنت أنها رفعت علم الاستقلال على معبر باب السلامة الذي يربط مدينة كليس التركية بمدينة إعزاز السورية، كما كان الجيش الحر قد أعلن أيضا سيطرته على معبر باب الهوى مع تركيا.
أما على الحدود الأردنية فقال مراسل الجزيرة حسن الشوبكي من الرمثا إن القصف مستمر على منطقة حوران عموما وإن هناك انشقاقات في المنطقة، كما تمكن الجيش الحر من تفجير دبابة للجيش النظامي.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تركيا أرسلت بطاريات صواريخ أرض-جو لنشرها على طول الحدود مع سوريا، وإن الجيش التركي بصدد نشر معدات عسكرية على وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا.