تشهد الحدود السورية التركية نشاطاً واسعا لتنقل السوريين المنخرطين في الثورة ضد نظام الأسد، ولهذا باتوا يعبرون الحدود يوميا وسط تسهيلات من الحرس الحدودي التركي، في وقت تبدو فيه مناطق واسعة من شمال سوريا خارجة عن سيطرة الجيش السوري النظامي.
ويشهد الشريط الحدودي لشمال سوريا مع تركيا الذي تقدر طوله بنحو 820 كيلو متر حركة دؤوبة لعمليات الإغاثة والمساعدات ودخول الأشخاص إلى داخل سوريا، كما باتت عمليات نقل الجرحى والمصابين والمنشقين إلى خارج البلاد تسير بشكل يومي.
وبحسب العديد من الأهالي ونشطاء الثورة، فإن عناصر الجيش الحر الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من الشريط الحدودي، يشرفون على عملية تنقل المصابين وحركة الأشخاص العابرين من وإلى خارج سوريا منذ أشهر، في حين فقد النظام السوري سيطرته على أجزاء واسعة من شمال سوريا، سيما إدلب وريف حلب ودير الزور وريف حماة.
وخلال الأشهر الماضية تزايد عدد الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات التي دخلت إلى الأراضي السورية من أنطاكية والمدن التركية الحدودية الأخرى لتركيا عبر الأسلاك الشائكة، حيث عبرت منظمات “هيومن رايتس وتش” والعفو الدولية لإعداد تقارير عن الأوضاع الإنسانية، كما دخل الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إلى إدلب والتقى بقادة كتائب في الجيش الحر الشهر الماضي، إضافة إلى شخصيات معارضة أخرى وفنانين سوريين شاركوا في المظاهرات.
وتسيطر الحكومة السورية على المعابر الحدودية الرسمية مع تركيا، سيما معبر باب الهوا الذي شهد معارك طاحنة خلال الأشهر الماضية.
دخول الثوار السوريين:
من جهتها تبدي سلطات حرس الحدود التركي تسهيلات في تنقل العابرين الذين يتجاوز عددهم المئات يوميا، أما تهريب الأسلحة الخفيفة إلى سوريا، فيتم عبر طرق سرية بعيدا عن أعين السلطات التركية التي تصادر الأسلحة التي يتم تهريبها.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” في مقال لها نشر مطلع الشهر الجاري، فإن تركيا تسمح بدخول الثوار السوريين إلى أراضيها وتوفر لهم غطاء أمنيا ضد أي هجمات من الجيش السوري النظامي، في سياسة وصفها الرئيس السوري في مقابلة مع التلفزيون الإيراني “بأنها تؤدي إلى قتل أبناء الشعب السوري”.