وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا سقوط 39 شهيداً اليوم بنيران قوات النظام مع خروج مظاهرات في أنحاء البلاد تحت شعار جمعة “حرب التحرير الشعبية”. وقد تعرضت بعض الاحتجاجات لإطلاق الرصاص، في حين شهدت بعض المناطق بينها العاصمة دمشق اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وسط استمرار الحصار والقصف العنيف لمدن وبلدات سورية.
وطبقا للجان فإن بين شهداء اليوم 6 نساء، مشيرة إلى سقوط 14 شهيداً بريف دمشق و9 في درعا و8 في إدلب و7 في حمص وشهيد في دمشق.
وأفاد ناشطون سوريون بسقوط أربعة قتلى في اشتباكات تدور بين عناصر من قوات النظام ومقاتلين من الجيش الحر في حي كفر سوسة بدمشق، وأشارت شبكة شام الإخبارية إلى سماع دوي انفجارات قوية بالمنطقة وسقوط عدد من الجرحى إصابة بعضهم خطيرة.
وقد تعرض متظاهرون في حي المزة بالعاصمة لإطلاق النار من قبل قوات النظام لتفريقهم وفق ما ذكر ناشطون بالثورة السورية. في حين حاصرت قوات أخرى حي نهر عيشة بالدبابات لمنع خروج المظاهرات.
ورغم ذلك شهدت أحياء جوبر والقابون والقدم مظاهرات مناوئة للنظام طالب خلالها المحتجون بدعم الجيش الحر ونددوا “بجرائم نظام الأسد” بحق المدنيين. كما نظم بعض الشباب الثائر في حي جورة الشريباتي وحي التضامن بدمشق وقفات احتجاجية صباح اليوم, للتنديد بممارسات النظام.
وفي ريف دمشق أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى سقوط خمسة قتلى من الجيش الحر نتيجة القصف العنيف على مدينة دوما من قبل قوات وجيش النظام. وتشهد منطقة الغوطة الشرقية قصفا براجمات الصواريخ على بساتين دير العصافير وقرية بزينة وبساتين بلدة زبدين.
واقتحمت قوات النظام مدينة زملكا بريف دمشق مدعومة بالدبابات وأطلقت النار مباشرة باتجاه المتظاهرين مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وفق نشطاء. وسقط عدد من الجرحى أيضا إثر اقتحام جيش النظام لمدينة داريا بالريف الدمشقي وإطلاق النار بشكل عشوائي.
اشتباكات:
وفي حلب -ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد- قالت الهيئة العامة للثورة إن اشتباكات تدور بين قوات النظام والجيش الحر بعد إطلاق النار على المتظاهرين من قبل قوات النظام في حي صلاح الدين بالمدينة، وتحدثت شبكة شام عن سقوط شهيد على الأقل.
وأشارت الهيئة إلى ما وصفتها بمعركة كبيرة تدور بين الجيشين النظامي والحر في مدينة عندان بريف حلب كبد فيها الجيش الحر قوات النظام خسائر فادحة وذلك بالتزامن مع تحليق مروحي في سماء المنطقة وقصف عشوائي وعنيف، كما استمر القصف على مدينة حريتان بالريف الحلبي وسط حالة مأساوية تعيشها المدينة، وفق الهيئة.
وفي سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم المقاتلين في إدلب انسحاب قواته من مدينة خان شيخون الليلة الماضية بعد نفاد الذخيرة من عناصره، إثر هجوم القوات الموالية للنظام على المدينة مدعومة بالمروحيات القتالية.
في محافظة دير الزور شرقا وقعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم في مدينة البوكمال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بين قوات النظام وعناصر من الكتائب الثائرة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية من جهتها في بيان أن القصف مستمر بعد أكثر من شهر على عدد من أحياء مدينة حمص ومدن الرستن والقصير، ويترافق ذلك مع اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي.
وفي محافظة درعا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط 5 شهداء بعد منتصف ليل الخميس في بلدة نوى “التي تعرضت لقصف عشوائي من قوات النظام السوري”، مشيرا إلى “عمليات عسكرية” واشتباكات شهدتها البلدة فجرا، وإلى “معلومات عن وجود 6 جثث لم يتم التعرف عليها” في البلدة.
مظاهرات:
في غضون ذلك شهدت مدن وبلدات سورية من درعا جنوبا وحتى حلب شمالا مرورا بدمشق وريفها وحتى دير الزور شرقا مظاهرات في جمعة أطلق عليها النشطاء اسم “حرب التحرير الشعبية”.
وبث الناشطون صورا لمظاهرات مناوئة للنظام السوري في أحياء بدمشق وحلب، طالب خلالها المحتجون بدعم الجيش السوري الحر، ونددوا بما أسموها الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين.
كما خرجت مظاهرة في الحي الغربي بمدينة القامشلي للتنديد بممارسات نظام الأسد، وردد المشاركون فيها هتافات مؤيدة للمناطق التي تتعرض للقصف, وهتافات أخرى تنادي بإسقاط النظام.
وبث ناشطون صوراً على مواقع الثورة السورية على الإنترنت، لمظاهرات خرجت في مناطق مختلفة من إدلب وريفها.
وفي درعا خرج أهالي كل من بلدة ناحتة وخربة غزالة في مظاهرات بعد صلاة الجمعة بمظاهرات طالبوا خلالها بإسقاط النظام حتى يتحرر الشعب السوري من العبودية كما يقولون, وفي بصر الحرير لم يتمكن المحتجون في الخروج في مظاهرات فأقاموا اعتصاما داخل أحد المساجد للتعبير عن مساندتهم للثورة.
وفي مدينة السويداء خرج الأهالي لتشييع جنازة أحد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن.
وتحول التشييع إلى مظاهرة حاشدة تنادي بإسقاط النظام. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على المتظاهرين في بلدة القريا بريف السويداء, وسط أنباء عن سقوط بعض الجرحى.
وفي حماة وسط البلاد أطلقت قوات النظام والشبيحة الرصاص لتفريق متظاهرين في حي ضاحية أبي الفداء واعتقلت عددا من المتظاهرين، وفق الهيئة العامة للثورة.