أثارت نتائج مؤتمر المعارضة السورية الذي اختتم أعماله الثلاثاء بالقاهرة موجة استياء ونقد بين الكثير من السياسيين والناشطين والمدونين الشباب، وتجلت ردود الأفعال هذه في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع فيسبوك الأكثر تداولا بين السوريين.
وكان المؤتمر قد أصدر في ختامه وثيقة توافقية تحدد الرؤية السياسية للمعارضة إزاء تحديات المرحلة الانتقالية، إضافة لوثيقة العهد الوطني التي تضع الأسس الدستورية للبلاد، لكن السعي لتحقيق هذا التوافق لم يخلُ من بعض الخلافات، إذ انسحب المجلس الوطني الكردي وأحزاب كردية أخرى من المؤتمر احتجاجا على عدم تضمين الوثيقة النهائية مصطلحيْ “الشعب الكردي” و”الشعب التركماني”، كما نقلت وسائل الإعلام صورا لاشتباكات بالأيدي والألسن بين بعض المشاركين.
وتفاوتت تعليقات المتابعين بين النقد والسخرية، إذ أعرب المراقب الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا عصام العطار عن حزنه لما حدث، مجددا ثقته بالشعب السوري الذي وصفه بالعظيم، بينما رأى الكاتب عبد الرحمن الخطيب أن وثيقة العهد لا تمثل إلا الموقعين عليها طالما نصت على فصل الدين عن الدولة.
من جهة أخرى، قالت الناشطة السياسية فرح أتاسي إن الشيء الوحيد الذي ندمت عليه بعد اعتذارها عن المشاركة هو فوات فرصة لقائها بالناشط خالد أبو صلاح، وهو الذي ظهر للمرة الأولى خارج سوريا.
أما المدون مصطفى الجرف فقال إن المعارضة السورية لا تشغل نفسها بالثورة بل بما سيحدث بعدها، ووصفها بأنها معارضة ما فوق سياسية، وما بعد ثورية.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أعلنت انسحابها من المؤتمر رغم نفي بعض ممثليها النبأ، كما قاطعت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل المؤتمر ووصفته بـ”المؤامرة”.
ولم يتطرق المؤتمرون إلى الاتفاق الذي توصلت إليه السبت في جنيف مجموعة العمل حول سوريا بشأن المرحلة الانتقالية، الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين للمعارضة والنظام.