دعت الأمم المتحدة كافة الأطراف المتنازعة في سوريا إلى السماح بإجلاء السكان المحاصرين والجرحى من حمص، فيما استمر القصف والحصار المفروض من الجيش النظامي على أحياء هذه المدينة، في وقت تحدث فيه ناشطون عن سقوط 51 شهيداً في قصف عنيف وعمليات عسكرية لهذه القوات في أنحاء متفرقة من البلاد.
وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود في بيان إن “على أطراف النزاع أن تعيد التفكير في موقفها وتسمح للنساء والأطفال والمسنين والجرحى بمغادرة أماكن النزاع دون أية شروط مسبقة، وأن تضمن كذلك سلامتهم”، مشددا على أن ذلك يتطلب إرادة من الطرفين لاحترام وحماية حياة السوريين.
ودعا مود الأطراف المتنازعة “للقيام بعمل فوري لتخفيف آلام السوريين المحاصرين في أعمال العنف”، معربا عن استعداد بعثة المراقبين للإشراف على إخراجهم من مناطق النزاع فور اتخاذ الأطراف المتنازعة قرارا بذلك.
يأتي ذلك في وقت انتقلت فيه مجموعة من بعثة المراقبين الدوليين الأحد من دمشق إلى مدنية حمص، في عملية تبديل روتينية داخل الفريق، رغم تعليقهم السبت للمهمة التي يقومون بها بسبب العنف المتصاعد في البلاد.
الوضع الميداني:
ميدانيا قال ناشطون إن 60 شخصاً قتلوا في قصف عنيف وعمليات عسكرية لقوات النظام، معظمهم في حمص وريف دمشق ودير الزور.
وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 20 من الشهداء سقطوا في حمص، وسقط 14 في دمشق وريفها، وخمسة في دير الزور، وأربعة في حلب، وثلاثة في إدلب، واثنان في درعا، وشهيد واحد في كل من اللاذقية والرقة.
وقال ناشطون إن قوات النظام أعدمت خمسة أشخاص بالرصاص لدى اقتحامها ضاحية النصر بمدينة حماة، وخمسة آخرين في قرية زهرة العاصي بريف حماة.
وتحدثت شبكة شام الإخبارية عن إطلاق نار كثيف من قبل قوات الجيش السوري بمحيط السجن المركزي في حي القصور بحماة، وسط انتشار القناصة على أسطح المباني وحملة مداهمة وكسر للمحلات بالحي.
من جهتها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بقصف طيران مروحي لقريتيْ عكو وطعومة في ريف اللاذقية.
قصف متواصل:
وأوضح ناشطون أن القصف تواصل الأحد على عدد من أحياء حمص. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيا قتل في حي الخالدية صباحا نتيجة القصف، كما قتل مدني آخر في أحد أحياء حمص القديمة برصاص قناص، وقتل معارض مسلح في حي كرم شمشم في المدينة إثر اشتباكات مع القوات النظامية.
وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الإنترنت سحبا كثيفة من الدخان ترتفع من حي جورة الشياح في حمص، فيما يؤكد صوت مسجل على الشريط أنها “منازل تحترق جراء القصف”، وفي شريط فيديو آخر يمكن سماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الخالدية.
وبدت الشوارع مقفرة في الحيين، وسط ركام ودمار كبير في الأبنية التي تحمل آثار فجوات كبيرة، إلى جانب سيارات محترقة أو محطمة في الطريق.
كما قتل -بحسب المرصد- ستة مواطنين في قصف وإطلاق نار من القوات النظامية على مدينتيْ تلبيسة والرستن في ريف حمص.
وقال الناشط نضال الحاكم من مدينة الرستن لوكالة الصحافة الفرنسية إن معظم سكان الرستن “هربوا منها” إلى قرى مجاورة، وإن “الكهرباء والماء مقطوعتان” عن المدينة. وأشار إلى أن بعض القتلى الذين سقطوا في القصف “لم يتم دفنهم، لأن المدافن مستهدفة بالقصف أيضا”.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان بتعرض مدينة القصير في محافظة حمص والقرى المجاورة لها للقصف أيضا الأحد.
قصف واستغاثة:
وفي محافظة حلب شمال البلاد، قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف على بلدتيْ أبين وعندان التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، وتواجه بمقاومة من الجيش الحر.
وفي ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما إثر إصابتهما بإطلاق رصاص. وتعرضت دوما لقصف مركز خلال الأيام الماضية، وأطلق أهلها نداءات استغاثة للحصول على أدوية وعلاجات ومواد غذائية.
كما قتل شخص في بلدة مسرابا بريف العاصمة في إطلاق نار، وآخر في كفربطنا.
وذكر المرصد -نقلا عن ناشطين- أن “قوات الأمن قامت برمي فتى يبلغ من العمر 17 عاما من الطابق الخامس بعد دهم منزله في مدينة داريا، مما أدى إلى مقتله”.
وكانت اشتباكات عنيفة دارت فجرا بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدة المليحة في ريف دمشق.
وقتل شاب بإطلاق نار في حي نهر عيشة في دمشق بعد منتصف ليل السبت الأحد.
وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، قتل مواطن إثر إصابته برصاص قناص صباحا قرب قرية التمانعة.
وفي محافظة اللاذقية غرب البلاد، تعرضت قرى عدة في جبل الأكراد للقصف من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد.
وفي محافظة دير الزور شرق البلاد قتل خمسة أشخاص، أحدهم قائد كتيبة للثوار في اشتباكات، والأربعة آخرون جراء استهداف قوات النظام لموكب تشييع في بلدة البوليل، بحسب المرصد.
وأفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في محيط بلدة بقرص في دير الزور.
وقتل 16 على الأقل من عناصر القوات النظامية إثر اشتباكات بمحافظة درعا، واستهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور، واشتباكات واستهداف آليات عسكرية في محافظة حمص، واشتباكات في ريف حلب الشمالي، واشتباكات في ريف اللاذقية. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.