قال ناشطون سوريون إن عشرات الشهداء سقطوا في سوريا أمس الاثنين في قصف مدفعي للجييش النظامي، في حين دارت اشتباكات بين الجيش الحر والنظامي في مناطق عدة من سوريا، تزامن ذلك مع إضراب عام شل حركة معظم أسواق العاصمة دمشق حدادا على أرواح ضحايا مجزرة الحولة.
في هذه الأثناء أقتحمت دبابات الجيش السوري مدينة يبرود شمال شرق دمشق ومنعت أهاليها من الخروج.
فقد ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 54 شخصاً قتلوا أمس في قصف مدفعي وبنيران الأمن في حماة وحمص وريف حلب ودرعا، في حين قال المرصد السوري إن 64 قتيلا سقطوا أمس بينهم 36 جنديا في القوات النظامية.
وأوضح المرصد في بيان أن 24 مدنيا قتلوا في محافظات حمص وحماة ودير الزور ودرعا وريف دمشق وإدلب وحلب، بينما قتل أربعة منشقين في ريف حلب وريف دير الزور وتدمر، إضافة إلى مقتل 36 جنديا نظاميا -بينهم ثلاثة ضباط- في حلب وحمص وريف دمشق ودرعا وريف دير الزور وإدلب.
كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرات الجرحى أصيوا في قصف على جوبر والسلطانية وحمص القديمة والرستن في حمص.
إضراب بدمشق:
في هذه الأثناء شل إضراب عام معظم أسواق العاصمة السورية حدادا على أرواح ضحايا مجزرة الحولة. وقد شهدت معظم الأسواق -ومنها الحميدية في دمشق- إضرابا واسعا استجابة لنداء المعارضة. وتعتبر نسبة الاستجابة الكبيرة تطورا لافتا لمسار الثورة في العاصمة السورية.
كما تحدث ناشطون عن تخريب قوات الأمن للمحال التجارية بهدف كسر الإضراب الذي شمل معظم أسواق المدينة.
ونقلت رويترز عن ناشطين أن إغلاق التجار أعمالهم في دمشق القديمة أمس يعد أكبر عمل من أعمال العصيان المدني من جانب طبقة التجار في العاصمة أثناء الثورة المستمرة منذ 14 شهرا والمطالبة بإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد.
وأظهرت صور ولقطات فيديو بثها ناشطون على الإنترنت صفا من المتاجر المحطمة في المنطقة التجارية الرئيسية بالعاصمة ترجع إلى العصر الروماني.
كما ظهرت متاجر مغلقة في حي باب شريجة وبعض المناطق بسوق الحميدية في العاصمة وفي حي الميدان وفي حي القابون ومنطقة الحجر الأسود الجنوبية التي يوجد فيها آلاف اللاجئين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وفي حي الميدان بدمشق كذلك أطلقت قوات الأمن الرصاص والغاز المدمع لتفريق مظاهرة كانت تهتف للحولة وتنادي بإسقاط النظام.
اقتحام يبرود:
من جهة أخرى اقتحمت الدبابات والآليات الثقيلة مرفوقة بحافلات الأمن والشبيحة أمس مدينة يبرود (80 كلم شمال شرق دمشق)، حيث قامت بتمشيط الشوارع وإغلاق مداخل المدينة ومنع الأهالي من الخروج.
وقد وصل عدد من المراقبين إلى المدينة بعد 12 ساعة من اقتحامها، حيث قتل الشاب محمد خضر طه بنيران الأمن، وخرج الأهالي في تشييعه ضمن مظاهرات كبيرة.
وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من المدينة جراء احتراق بعض الممتلكات الخاصة والبيوت، وتحدث الناشطون عن إطلاق قذائف عشوائية على المدينة لترهيب السكان.
وتزامن الاقتحام مع عمليات دهم واعتقالات وتخريب للممتلكات قامت بها قوات الأمن التي عمدت إلى إذلال المواطنين.
وقال المرصد السوري إن “اشتباكات عنيفة وقعت في مدينة يبرود في ريف دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المعارضة المقاتلة، أسفرت عن مقتل مقاتليْن اثنين وأكثر من ثمانية عناصر من القوات النظامية”، مشيرا إلى وصول “المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة يبرود”.
ومساء أمس أعلن المرصد أن “القوات النظامية السورية انسحبت من يبرود بعد أن تكبدت خسائر فادحة”.