نفى أحمد سليمان، رئيس المجلس الكردي المعارض في سوريا الاتهامات الموجهة للكرد بأنهم سوف ينسحبون من مؤتمر المعارضة القادم والمزمع انعقاده في القاهرة يوم 16 و17 مايو/أيار الجاري.
وأوضح أن الكرد قرروا الانسحاب في مؤتمر “أصدقاء سوريا”، الذي جرى في اسطنبول، لأن المعارضة تراجعت عن الصيغة المتفق عليها مسبقاً.وقال سليمان إن الكلام عن انسحاب الكرد غير معني به فقط المجلس الوطني الكردي، وإنما هناك أعضاء أكراد من داخل المجلس الوطني السوري انسحبوا في المؤتمرات الماضية، نتيجة الموقف من الصيغ التي يتم الاتفاق عليها مسبقاً مع أطراف المعارضة ولكنهم يتراجعون عنها في اللحظات الأخيرة.
وأضاف أن المعارضة السورية ليست جدية في التعامل مع المسألة الكردية، وأنها لا تملك موقفاً واضحاً منها، مشيراً إلى أن المعارضة نفسها هي من تدفعهم باتجاه مثل هذه القرارات، مؤكداً أنهم في المجلس الوطني الكردي لا يقبلون بأقل من القرارات التي تم اتخادها في اجتماعهم الأخير، خاصةً أن برنامج الكرد قد صيغ أساساً بناء على توصله لبعض الحلول مع طرفي المعارضة السورية المتمثلين بالمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية.
وأكد سليمان أن المعارضة السورية تطرح بعض الصيغ، والتي وصفها بالمتقدمة، مثل صيغة العهد الوطني والبيان الأخير لهيئة التنسيق أو الملحق الأخير الصادر عن المجلس الوطني السوري، لكنها تتراجع عن بياناتها في الأوقات الأخيرة، سواء عبر أشخاص يمثلونها كرئيس المجلس برهان غليون، أو منسق هيئة التنسيق حسن عبدالعظيم.
في المقابل لفت إلى أن الأكراد تنازلوا بعض الشيء، ولكنهم لا يقبلون بمجرد حقوق المواطنة والإدارة المحلية المطروحة، مضيفاً أنها لا تعني الحق القومي لهم في تحقيق الصياغة لمناطقهم الإدارية.
إلى ذلك، أشار إلى أن النظام السوري نفسه حاول تكريس قانون الإدارة المحلية وطرحه من خلال مشروع قانون جديد، وصفه بالمعقول بالنسبة لتوزيع الصلاحيات في المناطق السورية كافةً، مضيفاً أن الكرد قبلوا المساومة على هذا الحق فقط للتفاوض مع النظام السوري على مثل هذه المشاريع، ولكنهم يبحثون عن حل للقضية الكردية، وتساءل عن رؤية المعارضة السورية لهذه الحقوق، وأنه يريد الإجابة من المعارضة نفسها، لافتاً إلى أن الكرد لا يريدون الاعتراف بهم فحسب كونهم موجودين وليسوا بحاجة للاعتراف، ولكن ما حقوقهم هذا هو السؤال الذي يريد من المعارضة الإجابة عنه.
وتأسف سليمان على أن الإجابة تأتي من المعارضة السورية بشكل متردد وخائف في أغلب الأوقات، ولها سقف محدد، مؤكداً أن هذا التردد يأتي إما إرضاءً لفئة من العرب وصفهم بالشوفانيين، وإما تأتي إرضاءً لقوى إقليمية في إشارة منه إلى الدور التركي، أو أنها تأتي للمزاودة على الاتفاق بينهم، لأنه من شأنه أن يسهل حرمان الكرد من حقوقهم القومية، وقال إن هذا الأمر يسيء لمستقبل سوريا.