أفاد ناشطون سوريون بسقوط شهداء وجرحى في قصف استهدف أحياء بمدينة حماة وسط البلاد أمس الأربعاء، كما تتعرض مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب (شمال غرب) لقصف عنيف منذ الليلة الماضية, تأتي هذه التطورات بعد يوم دام سقط فيه 20 شهيداً برصاص الجيش النظامي معظمهم في حمص، وفق حصيلة ضحايا للجان التنسيق المحلية. وقد نفى الجيش السوري الحر أن يكون قد استهدف عربة كانت برفقة المراقبين الدوليين قرب درعا.
وذكرت لجان التنسيق أن سبعة شهداء سقطوا أمس الأربعاء في حمص، وستة في حماة، وثلاثة في ريف دمشق، واثنين في إدلب، وواحدا في كل من حلب ودير الزور.
بدورها قالت الهيئة العامة للثورة السورية في وقت سابق الأربعاء إن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا في قصف عنيف لمدينة تلبيسة في حمص، كما ذكرت الهيئة أن قوات النظام السوري اقتحمت حي برزة في دمشق واعتقلت العشرات.
وأفاد ناشطون بأن جرحى سقطوا في اشتباكات وانفجارات في حيي الصابونية والعليليات في حماة وسط البلاد، مشيرين أيضا إلى أن اشتباكات جرت في مدينتي إحسم وخان شيخون في إدلب بعد حدوث انشقاقات في صفوف الجيش.
استهداف المراقبين:
وكان المتحدث باسم بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا نيراج سينغ أكد الأربعاء انفجار قنبلة قرب موكب فريق للمراقبين الدوليين، مشيرا إلى أن الانفجار وقع بعد مرور الموكب من نقطة تفتيش عسكرية بمحافظة درعا جنوبي البلاد.
وقال سينغ إن الموكب الأممي كان يضم رئيس فريق المراقبين الجنرال روبرت مود. وأضاف “أصيب عدد من أفراد الأمن السوري الذين كانوا يرافقون الموكب بسبب الانفجار”. وندد مود في أول تعليق له بالانفجار، واصفا إياه بأنه “مثال حي على أعمال العنف في سوريا”.
وقد دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الانفجار، وقال إنه غير مقبول على الإطلاق. وأكد أن استمرار العنف في سوريا قد يؤثر سلبا على مستقبل مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان التي قال إنها تشكل فرصة أخيرة لتجنب حرب أهلية في سوريا.
من جهته نفى رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ أن يكون الجيش السوري الحر هو مَن استهدف عربة كانت برفقة المراقبين الدوليين قرب درعا.
واتهم الشيخ في لقاء مع الجزيرة الأمن السوري باستهدافها, مؤكداً أن الجيش الحر لم يخرق الهدنة على الإطلاق.
وكان نشطاء من المعارضة قالوا في وقت سابق الأربعاء إن ستة جنود سوريين أصيبوا في الانفجار. وقال النشطاء لوكالة الأنباء الألمانية إن الانفجار استهدف موكبا عسكريا.
لكن المجلس الوطني السوري المعارض سارع إلى اتهام السلطات السورية بتدبير مثل هذه الانفجارات “لإبعاد المراقبين عن الساحة” ولتثبيت “مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا”.
قصف ومواجهات:
من جانب آخر قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من الشبيحة الموالين للرئيس بشار الأسد أثناء هجوم على حافلة في ضاحية بدمشق. وقال نشطاء إن الهجوم الذي استخدمت فيه قذائف صاروخية دمر الحافلة على أطراف عربين قرب ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة.
في غضون ذلك قالت مصادر بالجيش السوري الحر في المنطقة إن عشرة جنود انشقوا عن الجيش النظامي وأعلنوا انضمامهم إلى الجيش الحر.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها أمس الأربعاء قتل أربعة أشخاص في مدن مختلفة من سوريا هي دمشق وريفها وحمص وإدلب. وقالت أيضا إن القتلى سقطوا بالقصف العشوائي أو برصاص قوات الجيش النظامي. كما أكدت لجان التنسيق المحلية سقوط قتلى في تلك المدن.
وفي العاصمة دمشق وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للأمن ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة دون وقوع قتلى. وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص.
وفي دير الزور نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا أمن في حي الجورة بالمدينة في انفجار.
وقال سكان وطبيب في بلدة القاع اللبنانية إن القوات السورية أطلقت النار عبر الحدود اللبنانية صباح الأربعاء مما أسفر عن مقتل لبنانية عمرها 75 عاما وإصابة ابنتها.