أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن أيام النظام السوري معدودة، وأن “هذا النظام سيسقط بطريقة أو بأخرى”، إلا أنه اعتبر أن المعارضة السورية “متفرقة”، وأنه لا يمكن الاعتماد على الانشقاقات في صفوف الجيش السوري، الذي لا يزال الأسد يحافظ على شعبية كبيرة داخله.
وتحدث بانيتا إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، وإلى جانبه رئيس الهيئة المشتركة للأركان الجنرال ديمبسي، وأشار الأخير في بيان مقتضب جداً في بداية الجلسة إلى وجود مخاوف من تسرّب عناصر متطرفة إلى سوريا.
وأضاف ديمبسي أن القوات المسلحة مهتمة جداً بمصير أسلحة الدمار الشامل السورية، لكنه أكد أن الأمريكيين يعرفون أين هذه الأسلحة.
مناقشة التدخل:
تأتي جلسة الاستماع في وقت يكثر النقاش الداخلي الأمريكي حول التدخل في سوريا ومقارنته مع التدخل في ليبيا، وأشار رئيس اللجنة النائب الجمهوري هوارد ماك كيون إلى أن “الوضع الحالي في سوريا يشكل فرصة استراتيجية لتوجيه ضربة إلى داعمي الإرهاب في المنطقة”، لكنه تابع قائلاً إنه لا يقترح تدخلاً عسكرياً أمريكياً “إلا إذا كان هناك تهديد واضح للأمن القومي”.
من جانبه أوضح وزير الدفاع أن القوات المسلحة الأمريكية “تراجع وترسم خطوات إضافية، وربما تكون ضرورية لحماية الشعب السوري”، وأكد أنه يجب أن تبقى “كل الخيارات على الطاولة فيما نفهم محدودية التدخل العسكري”.
وأضاف بانيتا أن الوضع في سوريا مختلف عن ما كان عليه في ليبيا، مشيراً إلى غياب قرار من مجلس الأمن للتدخل في سوريا وقلّة الدعم العربي، بالإضافة إلى تضعضع في المعارضة السورية وعدم سيطرتها على أي رقعة أرض، حسب قوله.
إشارات متناقضة:
بدا بانيتا متردداً عند الحديث عن التدخل العسكري، فضمّن في بيانه الافتتاحي قولاً لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تشير فيه إلى أن التدخل العسكري الخارجي من الممكن أن يزيد من عدم الاستقرار، ويعرّض المدنيين الأبرياء لمزيد من المخاطر.
إلى ذلك حاول بانيتا استبعاد أي تدخل عسكري تحت البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي، شارحاً أن العمل تحت هذا البند يتم لو كان أمن دولة عضو في حلف الأطلسي معرّضاً لتهديد مباشر، قاصداً بذلك تركيا التي تعرضت حدودها لخروقات من قبل الجيش السوري خلال الأسابيع الماضية.
يبدو هذا الإيضاح متناقضاً مع تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث قالت مؤخراً: “لا ترتكبوا خطأ، فهذا نزاع يقع على حدود حلف الأطلسي”، مشيرةً إلى القصف على حدود تركيا ولبنان ومعاناة تركيا من حركة اللاجئين إلى أراضيها ومقتل شخصين على أراضيها خلال القصف.