النار حتمية في سوريا؟!

هيئة التحريرآخر تحديث :
rjhkh jwnaj 518

rjhkh jwnaj 518بقلم: راجح الخوري
سواء دخلت سوريا في هدنة موقتة او في وقف ثابت للنار، فإنها لن تعود قط الى ما كانت عليه. ما حصل ويحصل فيها منذ عام ونيف زلزال مدمر ودموي لن يتيح للنظام ان يخرج مسيطراً يفرض ارادته على السوريين بالرهبة والقوة والاكراه، ولن يبقي المعارضة في شرنقة الخوف والاستسلام لسطوة الحكم الذي يمسك بالبلد منذ اربعين عاماً.

اذا كنا امام هدنة موقتة فليس من المستغرب ان تستأنف دورة العنف التي اجتاحت معظم المحافظات السورية لتصل هذه المرة الى حلب ودمشق وبزخم اكثر من السابق، وهو امر ليس خافياً على احد، وخصوصاً على النظام الذي يعرف ان حركة تسليح المعارضة ستنشط اكثر وبضوء اخضر دولي هذه المرة.

اما اذا كنا امام وقف ثابت للنار (وهو ما لم يحصل كما اعلنت المعارضة امس) فإن تطبيق المتطلبات الواردة في خطة كوفي انان ستدفع النظام حتماً الى استئناف تحريك المدرعات بهدف استكمال الحل العسكري. ذلك ان النقطة السادسة في مبادرة المبعوث العربي – الدولي تدعو النظام صراحة الى اطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية وبدخول الوسائل الاعلامية، وهنا يبرز السؤال: بعد مسارعة “المجلس الوطني” و”الهيئة العامة للثورة” امس الى دعوة السوريين للتظاهر، هل سيسمح النظام بنزول مئات الالوف من المطالبين برحيل الرئيس بشار الاسد الى الشوارع، بما يؤكد ان المعارضة السورية هي حركة شعبية عارمة لا مجموعة من “الارهابيين” كما يقول؟

وهل هناك من يشك لوهلة في انه بعد سقوط 10 آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى وبعد التدمير الزلزالي للاحياء والبيوت وتهجير ما يزيد عن مليون سوري داخل سوريا، كما قيل، سيندفع السوريون الى الشوارع مثل سد انفجر بعد كل الدم الذي اريق والمآسي التي حصلت والمدن التي دمرت؟

في المقابل هل هناك من يشك لحظة في ان النظام لا يمكن ان يقبل بقيام مثل هذه التظاهرات التي ستعجل في سقوطه، وانه بعد كل ما قام به في سياق الحل العسكري المدعوم من قوى كبرى مثل روسيا والصين والذي تؤيده ايران وتدعمه بالسلاح والرجال، على ما تقول المعارضة، يمكن ان يتردد في استئناف اطلاق دباباته وآلته العسكرية لمواصلة تلك المواجهة الدموية التي كان واضحاً منذ البداية انها قياساً بالواقع الميداني الراهن والموروثات التاريخية الاليمة، تخاض على قاعدة يا قاتل يا مقتول؟

على هذا الاساس تبدو عودة النار الى الاشتعال في سوريا حتمية لا مفر منها، سواء بالنسبة الى النظام الذي قد يخسر نفسه اذا اطلق العنان للتظاهرات الحرة، وسواء بالنسبة الى المعارضة التي خسرت كل شيء تقريباً قياساً بفواتير الدماء التي تكبدتها، وخصوصاً بعدما كسرت جدار الخوف الطويل، وهو ما يمنعها من قبول العودة الى الماضي الذي لا يقبل النظام إلا بالعودة اليه!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة